هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

21: ريمون جبارة: أشاوس

الكلمة الأَحَبّ

ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟
للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.
كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟
هذه السلسلة: “الكلمة الأَحَبّ”، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و”لغات اللغة” انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.
بعد عشرين جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف أبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي وسمير عطالله وإلهام كلاّب البساط وأنطوان مسرّة وفاديا كيوان، ، هنا الجواب الحادي والعشرون من الكاتب والمخرج المسرحي ريمون جبارة.
هنري زغيب
email@henrizoghaib.com
______________________________________________________
_________________________________________________________
______________________________________________________________

21) ريمون جبارة: أشاوس
الأربعاء 27 تشرين الأول 2010

الصفة التهكُّمية التي تتردّد في كتاباتي وأحاديثي هذه الأيام، هي كلمة “أشاوس”.
والأشاوس، من غير شر، نجدهم في جميع المجالات الإعلامية، من مرقيّ (مرئي) ومقروق (مقروء) وسبعي (سمعي).
وأشاوس جمع “أشوس”.
في الإعلام: أليس “أشوس” ذاك الطالل على الشاشة كما يعرّف عنه اللهلوب مقدّم البرامج الأشوس أكثر من ضيفه؟
في الفن المسرحي: أليس “أشوس” ذاك الذي عنده قبو خربة يُحوّله مرةً في السنة الى مهرجان سنوي يقتصر على برنامج مطبوع يتسوّل بواسطته من وزارة الثقافة اللبنانية الفينيقية مبلغاً من المال، ثم يدور على مراكز ثقافيّة سخيّة فرنسيّة وألمانيّة، بعدما يكون هذا الأشوس البندوق رَكَّبَ لجنة من أقاربه ومن بعض وجهاء المنطقة الضجرانين من حمل صيتهم الطيب وماضيهم المحشوّ بالعطاءات الإنسانية والثقافية؟
مرّت الصيفية وانتهت المهرجانات.
كان آخرها في “طير زبّا”.
ونسي رواد المهرجانات موعد مهرجان قبو الأشوس الذي عَمِلَ عَمْلته الشنيعة مع الجهات الداعمة واستفاد من مالها ليقوم بزيارات الى بعض أفراد عائلته في أوروبا.
وفي السياسة، أليس “أشوس” ذاك الجهبوز السياسي الذي يطل، لا تعرفه، ولم تسمع باسمه من قبل، ولا شاهدته على أي شاشة، ولا هو شاهد صورته منعكسة على صبّاطه ذي الفرعة اللماعة، ومع ذلك يُحدّثك عن لبنان المستقبل، وكيف يتصوره هو وسيّده “المناضل الأكبر”، مدعوماً من حزبٍ كبيرٍ ينتمي اليه لا يتعدّى أفراده عدد أصابع الرجلين؟
أشاوس… أشاوس… ما أكثرهم في هذا الوطن.
بلى… كلمتي الأَحَبّ هذه الأيام هي “أشاوس”.
___________________________________________
*) الأربعاء المقبل- الحلقة الثانية والعشرون: سلوى الخليل الأمين.