هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

الإهــداء

الإهــداء

قضيتُ سِتّين سنةً من عُمري أَبْحَثُ عن “أنا”يَ.

في الأَشخاصِ بَحثتُ عنها فَخَذَلوني،

في المكانِ فأَضَعْتُه، في الزمانِ فأَضاعَني.

توسَّلتُ لها الشِّعر فلم أَبلُغْ بِهِ سِوى رُخامِ الغَزَلِ دونَ نبْض الحُب.

رُحتُ أمشي على رمالِ الشاطئِ الممنوعِ من اللُقيا

حتى خِلتُني سأَقضي عمري سائراً على رماله اللامتناهية أَبحثُ عنّي في مياهه اللامتناهية.

إلى أن… مَنَحَتْني الحياةُ نعمةَ لُقياكِ في أَيلول المواسِم

فأَشْرَقْتِ عَلَيَّ نَجمَةَ العُمر

وأَضَأْتِ على “أَنا”يَ

فإذا هي بي: مرآةٌ مَمْحُوَّةٌ بغُبار السنين

مَسَحْتِه عنها فَوَجَدتُها

… ورُحْتِ تَرعَيْنَها وتَصْقُلينها وتَمنحينَها الأَلَق.

ومنذ وَجَدْتُها وَجَدْتُني.

وَجَدْتُني فيكِ. وَجَدْتُني منْكِ. وَجَدْتُني إِليكِ.

وَوَجَدتُ شاطئي الذي رمالُه من وَسَاعَة الفرح، ومياهُه من ينابيع الحُبّ.

هذا الكتاب

–       وهو إحدى إِشاراتِكِ، وأَنتِ أُمُّ فِكْرَتِهِ وبُنْيَتِهِ وعُنوانِه-

لن يكتملَ إلاّ أَن يَـكونَ إليكِ

مرفوعاً إلى بَهائِكِ النَّدِيّ.

                                                                                                                                   29 أيلول 2011