هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

حرفٌ من كتاب- الحلقة 202
كتاب “فيليپ سالم بأَقلامهم”
الأَحـد 4 كانون الثاني 2015

vdl_202_Philip Salem

          “التكريمُ الأَحَبُّ إلى قلبي: شِفاءُ مريضٍ. وهذا تكريمٌ من الله”.

          بهذه العبارة الـمؤْمنة من ابنِ علْمٍ قرَّبه التعَمُّقُ في العلْم من التعَمُّقِ في الإِيمان بالله، ينفتح كتاب “فيليپ سالم بأَقْلامهم“، جمع فيه الصحافي أَسعد الخوري باقاتِ وفاءٍ نضرةً من أَصدقاء وأُدباء وصحافيين قالوا صِدْقَهم في الـﭙـروفسور فيليپ سالم أَحد أَبرز أَطباء السرطان اليوم في العالم.

          الكتاب من 224 صفحة في العربية والفرنسية والإِنكليزية، صدر قبل أَسابيع في طبعةٍ فاخرة طرَّزَتْها، بين الكلمات، صوَرٌ لفيليپ سالم مع كبار الشخصيات كالرئيسَين الأَميركيَّين بِــل كلنتون وجورج بوش، ورئيس المكسيك، والبابا يوحنا بولس الثاني، والحاكمة الأُسترالية ماري بشير، والوزيرة الأَميركية هيلاري كلنتون، والـﭙـروفسور مايكل دبغي، والرئيسَين اللبنانيَّين الياس هراوي وميشال سليمان.

          يطول تعداد الكُـتّاب الذين يجمع كلماتِهِم هذا الكتاب، وفي شهاداتهم جميعاً يبرز فكْر فيليپ سالم اللبنانـيُّ الذي لا يني يُعلنُه في لبنان وفي العالم، إِيماناً منه بجذوره اللبنانية وفعْلها وأَثَرها وتأَثُّره بها وتأْثيرها عليه، حتى لَهْو رسولٌ للبنان الحضارة والتراث في كلّ محاضرةٍ له وكلّ خطاب وكلّ حوار.

          وتتعدَّد كلمات فيليپ سالم من خلال استشهادات أَصدقائه بكلماته، منها أَنّ “لبنان ليس ذا وجه عربي بل هو عربي خالص من دون أَن يذوب في العالم العربي، ومن دون أَن يكونَ ساحةَ صراعٍ للعرب في ما بينهم أَو بينهم وبين إِسرائيل”. ومنها أَنّ “إِسرائيل عدوَّتُـنا، وقرارَ الحرب والسلْم مع إِسرائيل هو قرارُ الدولة اللبنانية وحدَها، وكفى استعمالُ لبنان منطلَقاً لعملياتٍ ضد إِسرائيل خدمةً لأَهداف ستراتيجية لدولٍ غيرِ الدولة اللبنانية، فإِسرائيل لم تَشُنّ يوماً حرباً على لبنان نتيجةَ عملٍ عسكريٍّ قام به الجيش اللبناني، بل نتيجةَ عملياتٍ قام بها مسلَّحون خارجَ الشرعية اللبنانية”.

          وفي مفهوم الولاء والوطنية يستشهد فيليپ سالم بعبارة كونفوشيوس: “لو جئتُ حاكماً على الصين، أَولُ ما أَقومُ به: تحديدُ الكلمات. هكذا نحن يجب أَن نحدِّد كلمة الولاء فلا يكونُ ولاؤُنا إِلاَّ للبنان وحده دون سائر الدول، ونحدِّدَ كلمة الوطنية فلا يكونُ لنا التزامٌ إِلاَّ بلبنان”.

          ويزخَر هذا الكتاب بأَقوالٍ شبيهة لفيليپ سالم عن لبنان والمرض والسرطان ومقاومة المرض والتغلُّب عليه، والإيمانِ الذي يترسَّخ أَكثر فأَكثر باكتشاف قُدُرات الله في الإِنسان. وجميعُ نصوص الكتاب ركَّزت على إِنسانية فيليپ سالم التي تجعلُه لا مجرَّدَ طبيبٍ باحثٍ مُكتشِف، بل رفيقَ مرضاه وصديقَهم وأَباهم وابنَهم وأَخاهم حتى يُشْفَوا فتكونَ له فرحة وغبطة.

          وما لم يذكُرْه أَصدقاؤه في هذا الكتاب يردِّدونه عنه في أَحاديثه، ومنها عبارتُه البليغة: “أَنا أَحملُ جوازَ سفَر أَميركياً لكنني أَحمل الهُوية اللبنانية. جوازُ السفَر يفْرض عليّ الوفاءَ لبلدٍ أَعطاني الخِبرةَ والجنسيَّة، لكنّ الهُوية تفْرض عليَّ الولاءَ لأَرضيَ الأُمّ، والانتماءَ الدائمَ إِلى كل حَـبَّة تُرابٍ من ضيعتي بطرّام التي علَّمَتْني قُدسيَّة الولاء لــوطني لبنان”.

___________________________

http://claudeabouchacra.com/?p=13653