هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

حرفٌ من كتاب- الحلقة 183
“لــبــنــان الأَبــيــض”- المصوِّر الفوتوغرافي ريمون يزبك
الأَحَـــد 24 آب 2014

White Lebanon

          لأَن معنى كلمة لبنان: “البياض”، وسُـمِّيَ كذلك لِتَوَهُّج الثلج على قِمَمِه، لم يَجِد المصوِّر الفوتوغرافي ريمون يزبك أَفضل من عنوان “لبنان الأَبيض” لكتابه الحاوي مجموعة صُوَرٍ عن لبنان تحت الثلج (صدَر سنة 2009 في 160 صفحة حجماً موسوعياً كبيراً عن منشورات “كنوز التراث”).

وهو صدَّر كتابَه بعبارة معبّرة: “كلَّ يومٍ نرى حُلْمَنا يتعالى أَكثرَ إِلى فوق، تَناغُماً مع ذهَب جذوع الشجر وزُرقة السماء وخضرة الغابات وبياض الثلج”.

بعدها تتوالى ثمانيةُ فصول طرّزتْها الكاميرا بأَجمل اللقطات الزاهية والمتضادَّة الأَلوان أَحياناً مع بياض الثلج، في مئَات الصُّوَر لـمناظر وأَماكن ومواقع يحضنها الثلج بحنانٍ شاعريٍّ حالـم.

الفصل الأَول مناظرُ طبيعيةٌ بهيةٌ في فاريا وعيون السيمان وصخور فقرا وسهل البقاع واللقلوق وإِهدن وحراجل ووادي القديسين وبسكنتا والقرنة السوداء.

في فصل البيوت اللبنانية يغمر الثلج حاراتٍ في العاقورة وبزعون وبقاعكفرا وبشرّي والأَرز وإِهدن وفاريا وحمّانا وحصرون وميروبا ونيحا.

في فصل الكنائس يُغطي الثلج قُبباً وأَجراساً وصلباناً من الكنائس في فاريا وحردين ودير مار سركيس (إِهدن) ودير الديمان البطريركي ومحبسة مار سمعان في وادي القديسين.

ويخصّص المصوِّر فصلاً لأَرز الربّ تبدو فيه شجراتُ الأَرزِ الدهريةُ تَغمرُها مشالحُ الثلج الأَبيض الكثيف تلوي تحته أَغصانُها القوية ولا تنكسر.

وينتقل إِلى فصل مواقعَ سياحيةٍ مغطّاةٍ بالثلج في هياكل بعلبك وفي حردين وبالوع بلعا وجسر فقرا الحجري وقلعة فقرا ووادي القديسين وبيت جبران خليل جبران في بشري ودير مار سركيس (متحف جبران) وشلاّل مغارة أَفقا متجمِّداً بالثلج.

الفصل السادس عن قرىً لبنانيةٍ مسترخيةٍ تحت الثلج في بشرّي وفيطرون وفاريا وحدث الجبّة وحصرون واللقلوق واليمّونة.

ويلفت الفصل السابع بغروب الشمس شالاتٍ ذهبيةً تهدُلُ على الثلج الأَبيض في صنين واللقلوق وفقرا وعيون السيمان وفوق قمم الأَرز هَلّ عليها القمر وهي مشغولةٌ عنهُ بِنَسْج الليل الأَزرق.

أَما الفصل الأَخير فَصُوَرٌ جميلةٌ من الطائرة لِـظَهْر جبل صنين وصخور العاقورة وفقرا والديمان والقرنة السوداء وجزّين وجبل الشيخ وإِهدن، والأَرز أَيضاً وأَيضاً كأَنْ لا بُــدَّ من الأَرز في كلّ موسم وكلّ التفاتة.

“لبنان الأَبيض”، بكاميرا ريمون يزبك الذكيّة، سياحةٌ لبنانيةٌ فوتوغرافيةٌ رائعةٌ ترسم معنى بهاء الطبيعة في لبنان الجمال صُوَراً نادرةً يكاد يُسمَعُ فيها هَسيس حوارات الثلج فوق جبال لبنان ووديانه وبساتينه وقرميد سطوحه وصخوره وسهوله وأَعشابه وقناطره وأَدراجه وأَشجاره وسلالِـمه وشبابـيكه، كأَنَّ كلّ صورةٍ في هذا الكتاب وطنٌ متكاملٌ من الدهشة والجمال.

ولإِبراز الجمال قد تكون الكاميرا أَبلغ من الكلام حين ترصُدها عينٌ ذكيَّةٌ تعرف كيف تلتقط الهنيهةَ في جمالات لبنان.

_____________________________________________________

http://claudeabouchacra.wordpress.com/2014/08/26