هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

1060: إلى من تُعطى الميدالية الذهبية؟؟؟

الحلقة 1060: إلى من تُعطى المِداليةُ الذهبية؟؟؟
الأربعاء 15 آب 2012

مع ختام الألعاب الأولِـمـﭙـية في لندن صدرَت النتائج حاملةً ترتيبَ ما حصَدَه لاعبوها من مِداليات لبلدانهم، فسجَّلَت الولايات المتحدة 104 مِداليات، الصين 87، بريطانيا 65، روسيا 82، كوريا 78، ألـمانيا 44، فرنسا 34، إيطاليا 28، وصولاً إلى طاجسكتان التي جاءت في المرتبة 79 حاملةً مِداليةً برونزيةً واحدة، مروراً بـ”جارتنا” قبرص التي قطفَت مِداليةً واحدةً وحلّت في المرتبة 69. وكان في سجلّ الدول العربية: تونس 3 مِداليات، مصر مِداليتان، قطر مِداليتان، ومِدالية واحدة لكلٍّ من الجزائر والكويت والبحرين والمغرب والمملكة العربية السعودية.
ولبنان؟؟؟؟ ليس يوجد.
مع أن فريقاً محترفاً غادر إلى لندن ليشارك في الدورة التي حرِصَ رئيس الحكومة شخصياً على حضورها كما لإثبات حضور لبنان الرسمي بإزاء حضوره الرياضي.
ومثلما عاد رئيسُ الحكومة، عاد الفريقُ الرياضي اللبناني حاملاً ذكرياتٍ حلوةً عن أيامٍ هانئةٍ في عاصمة الضباب، من دون أيّ مِدالية غيرِ ضبابِ ما ينتظر لبنان هنا في مِدالياتٍ من كل نوعٍ وفئةٍ ولون.
لا نناقش إن كان الفريقُ الرياضيُّ حقاً مؤهَّلاً أو غير مؤهَّلٍ للمشاركة في دورة الألعاب الأولِـمـﭙـية الدولية، ولا نعرف إذا تمارينُه المحليةُ كانت كافيةً لقطْف مِداليةٍ أولِـمـﭙـية، كما لا نعرف إن كانت الدولة ساعدَت، أو وزارةُ الشباب والرياضة ساهمَت، في هذه المشاركة، وكم كانت تكاليف مشاركتِنا الدُّولَ الكبرى في العالم. لكننا نعرف أننا قرأْنا النتائج فإذا لبنان… ليس يوجَد.
لكنَّ لبنان لا تنقصه المِداليات من نوعٍ آخرَ بلغ فيها أعلى من الأولِـمـﭙـيّات الدولية والعالمية: مِدالية في الخيانة، مِدالية في العَمالة، مِدالية في الإرهاب، مِدالية في التآمُر على الوطن ودولة الوطن وأمْن الوطن وشعب الوطن، مِدالية في التغطية على المجرمين، مِدالية في لفلفة الملفات، مِدالية في التفجير، مِدالية في إحراق الدواليب وقطع الطرقات، مِدالية في تمييع المشاريع الحيوية من كهرباء ومياه وهاتف أرضيّ وخلويّ وإنترنت، مِدالية في تصاريح سياسيين مُتَوتِّرين مَوْتُورين مُوَتِّرِين مُسْتَوتَرين ومستوتِرين، مِدالية في الاستزلام لدولٍ خارجيةٍ وأنظمة خارجية، مِدالية في التخطيط لتدمير الوطن سِراً مع خفافيش الليل، مِدالية في التباهي بالانتصار لرؤساء وحكام خارج لبنان، مِدالية في عرقلة كل ما يحوِّل الحوار الوطني حواراً وطنياً لبنانياً داخلياً لا يُدار بالريموت كونترول من خارج الحدود القريبة أَو البعيدة، مِدالية في استخدام بعض السياسيين وسائلَ الإعلام متاريسَ للقصف على أخصامهم وعرْض عضلاتهم وعنترياتهم فيما الناس يتضوَّرون جوعاً وعطَشاً وحَـــرّاً ووضْعاً اقتصادياً ينهش أَيامهم ولياليهم.
لا أَعرف بلداً بلغت إليه أُولـِمـﭙـياد الـمِداليات مثلما بلدُنا مهيأٌ لِـمِدالياتٍ من كل نوع، يتنافس على نيلها مسؤولون من كلّ لونٍ وكلّ فئةٍ وكلّ انتماء، حتى تَـحارَ اللجنة التحكيمية إلى مَن تُعطي المِداليةَ الذهبية، وإلى مَن تُسدي المِداليةَ البرونزية، وإلى مَن تُقدِّمُ المِدالية الفضية.
مُتَبَارُون مُتَبَارُون… على حياة الناس مُتَبَارُون… على مصير لبنان مُتَبَارُون… على خيانة الشعب مُتَبَارُون… على التآمر والعمالة للخارج مُتَبَارُون… حتى يَـحار العالَـمُ الحَكَم: مَن سيفوز بمباراة ماذا، ومتى؟ وكيف؟
وأَصعبُ ما يواجه العالَـمَ الحَكَم لدى مباراةٍ يشتدُّ فيها التنافُس ويتقارَب: إلى من تعطى المِداليةُ الذهبية؟