هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

حرف من كتاب- الحلقة 69
“مَذاقُ بيروت”- مجموعة مؤلفين
الأحـد 3 حزيران 2012

عن منشورات “مركور دو فرانس” في ﭘـاريس صدَرَ سنة 2006 كتيِّبٌ جَماعيٌّ بالفرنسية، صغيرٌ حجمُه، كبيرٌ مضمونُهُ، عالٍ مستوى نصوصِه، غنيٌّ بأقلام كتّابه. إنه “مذاق بيروت” (Le goût de Beyrouth) في 128 صفحةً قطعاً صغيراً، بحجم كُتُبِ الجيب، يحمل في قلبه نُصوصاً عن بيروت، في ثلاثة أقسام: “رؤيةُ بيروت”، “الحلمُ ببيروت”، “العيش في بيروت”.
في القسم الأول (رؤيةُ بيروت) نصوصٌ من ﭬـولناي، لامارتين، موريس بارِّسْ، أندريه شديد، الياس صَنْبَر، أَدونيس، برنار ﭬـالّيه، سليم نسيب، حسن داود.
في القسم الثاني (الحلمُ ببيروت) نصوصٌ من جيرار دو نرﭬـال، موريس بارِّسْ، ناديا تويني، إيلي ﭘـيار صبّاغ، حنان الشيخ، كلير جبيلي، الياس خوري، محمود درويش.
في القسم الثالث (العيش في بيروت) نصوصٌ من لامارتين، جيرار دو نرﭬـال، شارل رِينو، أندريه شديد، جورج ربيز، ناديا خوري داغر، دومينيك إدّه، هدى بركات، ريشار مِيِّيه، ألكسندر نجار، عمر بستاني.
وفي ختام الكتاب فصلٌ سياحيٌّ خاصٌّ يتضمَّن معلوماتٍ ضروريةً للسائح يعرض الوصول جواً إلى بيروت عبر خطوط جوية عدة لها أكثر من رحلة أسبوعية إلى مطار بيروت الدولي. كما يعرض وسائل التنقُّل الخاصة والفردية والجماعية، ولَـمحةً عن الغنى الفندقيّ في بيروت ووفرة المطاعم وما فيها من مروحة طعامية واسعة لبنانية وأوروﭘـية في مطاعم من الدرجة الأُولى بالمعيار العالَـميّ، ثم عرضٌ لِـمَعالم سياحية وثقافية يَـجمل بالسائح زيارتها. وبعد سرد المعلومات، إشارةٌ للقارئ والسائح إلى “مكتب السياحة اللبناني” في ﭘـاريس وعنوانِه ورقم هاتفِه للاتّصال والاستفسار أكثر.
بين مذاقات هذا الكتاب (“مذاق بيروت”) أقتطف هذا النص من محمود درويش الذي كتب عن بيروت بحب كثير:
“أَنا لا أعرف بيروت. ولا أَعرف إن كنتُ أُحبُّها أو لا أُحبُّها.
للكاتب الذي ضاقت به بلاده أو ضاق بها، حريّةُ أن يعتقد أنه حر، من دون أن يَعْلم في أية جبهة يُحارب.
لكلِّ قادم الى بيروت بيروتُه الخاصة به. ولا نعرف ولا أحد يعرف الى أي حدٍّ مجموعُ هذه المدن يشكِّل مدينة بيروت التي لا يبكي الباكون عليها بل على ذكرياتهم أو مصالحهم الخاصة يبكون.
ولعلّ الجميع أدركوا أنْ لا بيروت في بيروت. فهذه السيدة الجالسة على صخر، تشبه زهرة عبّاد الشمس التي تَتْبَعُ ما ليس لها، وتَجُرُّ عشاقها وأَعداءها على السواء الى دورة خداع البصر، فتكون لهم أو عليهم، أو لا تكون لهم أو عليهم.
إنها شكلٌ لشكلٍ لم يتشكَّل، لأن الحرب فيها وحولها سجال. ولأنّ الثابت فيها هو المتغيِّر، ولأن الدائم فيها هو الموَقَّت.
خُذ موجَةً: أَجلِسْها على صخرة الروشة، فَكِّكْ عناصِرَها، فلن تجدَ غيرَ يديكَ غارقتَين في لعبةِ سحْر لا تنتهي ولا تبدأ”.
كتابُ “مذاق بيروت” ليس كتيِّباً عن بيروت سياحياً وأدبياً وحسب، بل هو أَيقونةُ حُبٍّ من كبار الأُدباء منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم، رصَّعوها بكلماتهم أَيقونةَ المدُن المتوسطية وجوهرةَ السواحل على خصر هذا الأزرق الجميل.