هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

حرف من كتاب- الحلقة 58
“مُعجمُ حكّام لبنان ورؤسائه”- عدنان ضاهر
الأحـد 18 آذار 2012

بعد اشتراكهما معاً في إصدار كتاب “مجلس النواب في ذاكرة الاستقلال اللبناني”، و”المعجم النيابي اللبناني”، و”المعجم الوزاري اللبناني”، أصدر عدنان ضاهر (الأمين العام لمجلس النواب) ورياض غنّام (المدير العام للجلسات واللجان) كتابَـهما المشتَرَك الجديد “مُعْجَم حُكَّامِ لبنان ورؤسائِه من 1842 إلى 2012″، في حجمٍ موسوعيٍّ كبير من 400 صفحة، وَثَّقَا فيه سيرةَ حكامِ لبنان في الفترةِ العثمانية والانتدابِ الفرنسي، ورؤساءِ لبنان من شارل دباس حتى ميشال سليمان.
في مقدمة “المعجَم” أَوضحَ المؤلِّفان أنّ “لبنان كان الحصن والوطن والملجأ الذي اجتمعَت فيه الأقلِّيَّات كما نعرفها اليوم. تنازعَت سكَّانَه الطوائفُ والمذاهبُ وتقاسَـمتْهم النزاعاتُ، حَـمتْهم الجبال ولم تعرف من الناس إلا ناسه ولا من السكّان إلاّ سكّانه”.
ويَذهب المؤلِّفان إلى أنّ “الانطلاقة الأُولى للكيان اللبناني بدأت تظهر مع نظام القائمَّقاميّتين سنة 1841 وظهور الإدارة سلطةً محليةً مساعدةً السلطة السياسية. وعمل الحكّام تَتَالياً على ترسيخ هذه السلطة المحلية التي قامت أَولاً على أراضي جبل لبنان، واتّسعَت لتشمل المدن الساحلية فالأرياف واتّخذت شكلَ الدولة فتأَمَّنَت لها الحماية والموارد واعترفَت بها الدول، وبعد إعلان الدستور اللبناني في أيار 1926 تَـمَّ انتخاب أول رئيس للجمهورية اللبنانية”.
في سياق كرونولوجيّ واضح، سَلْسَلَ المؤلفان معجمَهما في ستة فصول: أوّلها للحكم العثماني المباشَر سنة 1842 مع عمر باشا النمساوي، ثانيها وثالثها لحكم القائمَّقاميَّتين من 1842 إلى 1861 (الدرزية مع أحمد وأمين ومحمد بن عباس والنصرانية مع حيدر وبشير عساف ويوسف بك كرم)، رابعها لنظام المتصرفية من 1861 إلى 1918 مع الـ”دفرونَـميا” المعروفة من داود باشا إلى أوهانس باشا وبعده علي منيف واسماعيل حقي وممتاز بك، وعرَضَ الفصل الخامس فترة الانتداب الفرنسي من 1918 إلى 1943 منذ جورج ﭘـيكو حتى جان هلّو، والختام مع الفصل السادس لرؤساء الجمهورية اللبنانية منذ أَوَّلِهم شارل دباس من 1926 إلى 1933 في سبع سنوات وثماني حكومات، وُصولاً إلى الثامن عشر الرئيس الحالي ميشال سليمان.
وفي فصلَين أَخيرَين من “المعجَم” عرض المؤلِّفان لرؤساء المجالس النيابية منذ 1920 مع أَوَّلِـهم داود عمون إلى الحادي عشر الحالي نبيه بري منذ 1992، كما عَرَضا لرؤساء الحكومات منذ 1926 مع أَوَّلِـهم أوغست باشا أديب حتى الخامس والعشرين الحالي نجيب ميقاتي.
صحيح أنّ هذا “المعجم” ليس تأريخاً تحليلياً ولا تاريخاً نقدياً فلا يدَّعي مؤلّفاه مقارناتٍ ولا استنتاجات، لكنه، كمعجم بيوغرافيّ، مُوَثَّقٌ صُوَراً وسِيَراً ومعلوماتٍ ونُصوصاً وتواريخَ وأَعلاماً، مرجعاً أكاديمياً مهمّاً وضرورياً يشكِّل ركيزةً رئيسةً لكلّ من يكتب في تاريخِ لبنان وسيطِه والحديث، فلا كتابةَ للتاريخ إلاّ بالعودة إلى أَسماء وتواريخ ووقائع وأحداث، يفصِّلها هذا “المعجم” في دقّة علميّة، ويقدِّمها في طباعةٍ أنيقةٍ وإِخراجٍ هادئٍ يجعل لقراءتِهِ مِتعةَ استطلاعِ حِقْبةٍ لبنانيةٍ تَـمتدُّ 170 سنة عرف خلالها لبنان حالاتٍ كثيرةً عاناها شعبُه وعايَنَها، رسمَ خرائطَها الزمنيةَ مؤلِّفا هذا “المعجم” القيٍّم، خبيرَين مدقِّقَين هما في الإدارة العامة عَلَمانِ بهذه الدقة التي تجعل من الوظيفة العامة رسالةً عامةً في خدمة الوطن.