هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

742: كاريكاتوريون من أجل السلام

كاريكاتوريون من أجل السلام
السبت 5 أيار 2012
-742-

ثمة قرّاء يبدأون بقراءة الجريدة من صفحتها الأخيرة حيث الكاريكاتور، أو يبحثون عنه في الصفحات الداخلية. فالرسم الكاريكاتوري قد يغْنيهم عن قراءة خبر أو تعليق أو مقال تحليليّ، بفضل البراعة الصحافية في هذا الفن الدقيق حين يتولاَّه مبدع.
قبل أَيام شهدت “باحة السلام” في مدينة كاين الفرنسية اللقاء الدولي الثاني لـجمعية “رسّامي الكاريكاتور من أجل السلام”، استضافَهم مؤسسها جان ﭘـلانتو (الكاريكاتوريست الساخر في جريدة “لوموند”)، وتحلَّق حوله زملاؤه رسامو الكاريكاتور من فرنسا وبلجيكا وتركيا وبوركينا فاسو والجزائر وسويسرا وأسـﭙـانيا.
و”كاريكاتوريون من أجل السلام” جمعيةٌ وُلِدَت سنة 2006 من مقر الأُمم المتحدة في نيويورك، مع ﭘـلانتو وكوفي أنان (يومها الأمين العام للأمم المتحدة) هادفةً إلى “التلاقي لمناقشة قضايا ساخنة تواجهها الصحافة في العالم” (حرية التعبير، الرقابة، أسر الصحافيين، استشهادهم،…)، وإلى “التشجيع على احترام الثقافات المختلفة وفهمها” بواسطة هذه اللغة العالمية: الكاريكاتور في الصحافة، سعياً إلى “مناهضة اللاتسامح”، وإلى توسيع مناخ الانفتاح والتسامح عبر رسامي الكاريكاتور في الصحافة، الواعين مسؤوليَّتهم المهنية وتأثير رسومهم في القراء وما يمكن أن يوجِّهوهم بها إلى ثقافة السماح واقتبال الآخَر، والتعبير عن حال الناس في رسمٍ ساخرٍ موجعٍ مرةً، ضاحكٍ مرةً، قاسٍ مرةً، ومراتٍ أبلغ من كلّ كلام، للتعبير عما يدور في أفكار الناس وآرائهم.
تتابع الجمعية سياسياً وقضائياً ما يعانيه رسامو الكاريكاتور في بعض الدول، وتراجع في ما يلحق بهم من قمع وقهر وملاحقة وصعوبات، دعماً إياهم كي يمارسوا مهنتهم في حرية ورحابة اقتبال. من هنا تزايد في عضويتها المنضوون بدءاً من 12 عند تأسيسها (2006) حتى 112 في معرض هذا العام، من دولٍ ودياناتٍ وانتماءاتٍ مختلفة، لهم وقْعٌ في بلدانهم وتأثير في قراء صحافتهم التي يعملون فيها أصحابَ رسالةٍ ساميةٍ والتزامٍ دائمٍ بقضايا شعوبهم وأزماتها.
في لقاء العام الماضي عبَّرت الرسوم كاريكاتورياً عن حمأة ثورة الشعب في تونس ومصر وليبيا واليمن، وتواصلت الرسالة في معرض هذا العام إذ قارن رسامو الكاريكاتور لدى كلِّ حاكم يواجه تغيُّرات شعبه، ابتداءً من هتافات “بالروح بالدم” وانتهاءً بتحطيم تماثيله في الشوارع والساحات، فأغنى الكاريكاتور عن مئات التعليقات الإعلامية والأغاني وكلام الناس في بيوتهم والتجمُّعات.
ضربةٌ واحدةٌ من كاريكاتوريست بارع، تختصر سقوط سفّاحٍ أو زوال طاغية.
ضربةٌ تعكس شعباً لا يستطع التعبير عن سُخْطه بكُلّ خطوط الكلام فَيَتَناوَلُ سُخطَه، ببضعة خطوطٍ، رسامُ الكاريكاتور.