هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

735: تلك المتفوّقات الأكثر سلطة وتأثيراً (1/2)

تلك المتفوّقات الأكثر سلطةً وتأثيراً (1/2)
السبت 17 آذار 2012
-735-
لم يعُد يومُ المرأة العالمي (8 آذار) ولا عيدُ الأُم (21 آذار) قصراً على عواطف رومنطيقية تُهدى إلى المرأة في يومها أو الأُم في عيدها، نداءاتٍ مطالِبَةً بـ”كوتا”، أو مدحاً إنشائياً بفضائل الأمومة، بل تُشرق هذه المناسبة محطة ركينة للتَّمَثُّل بالمرأة الناشطة والمناضلة والمبدعة التي تجمع أُمومتَها إلى أُنوثتها فلا تلك تنقص ولا هذه يخفّف من سطوعها نجاح.
بعد استفتاء عالمي أجراه مندوبو وكالة “رويترز” في 14 دولة عبر العالم سائلين مَن يستخدمون “الدردشة الإلكترونية” عن “أكثر النساء سلطةً لسنة 2012″، تهاطلت الأجوبة بآلاف الآلاف، وانحصرت نتيجة الاستفتاء بنشر أول 20 امرأة.
منهنّ في حقل السياسة: المستشارة الألمانية أنجيلا مركل (الأولى دائماً في جميع الاستفتاءات العالمية)، ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية، الأميركية الأُولى ميشالّ أوباما، رئيسة البرازيل ديلما روسّيف، الملكة الأردنية رانيا العبدالله، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، دوقة كمبردج كاترين ميدلتون، ومنهُنّ في النضال الوطني: داعية الديمقراطية البرمانية سو كيي، المناضلة الكولومبية إنغريد بيتانكور، حاصدات نوبل السلام اليَمَنيّة تَوَكُّل كرمان والليبيريّتان ليما غْبُوِيه وإلن سيرليف، ومنهنّ في الصحافة والإعلام: الأميركيات أوﭘْرا وينْفْري الـمُحاورة التلـﭭزيونية، شيريل ساندبرغ مديرة مؤسسة “فايس بوك”، آنّا وينتور رئيسة تحرير مجلة “فوغ”، جيل آبرامسون رئيسة تحرير “نيويورك تايمز”، آريانا هافنْغْتون بانية أَول موقع إلكتروني إخباري، ومنهنّ في حقل المال والاقتصاد: الفرنسية كريستين لاغارد رئيسة “صندوق النقد الدولي”، ومنهنّ في الآداب والفنون: الكاتبة البريطانية جوانا كاثلين رولينغ أكثر الكاتبات مبيعاً في العالم بسلسلتها “هاري ﭘُوتِر”، والأميركيات الأكثر مبيعاً في العالم: المؤلّفة والملحّنة والمغنّية ستيفاني جيرمانوتا (“الليدي غاغا”) والمؤلِّفة والمغنّية بيونسيه نولز، والممثلة ميريل ستريپ.
إلى أين من هنا؟
إلى أنّ كلّ امرأة من تلك المتفوّقات الأكثر سلطةً وتأثيراً بلغَت ما هي عليه اليوم بجهد وضنى، وتنهمر عليها أضواء الشهرة.
غير أن “متفوّقاتٍ” أُخرياتٍ، لَسْنَ أقلّ منهنّ بطولةً وإن أقلُّ منهنّ سلطةً أو شهرة: الأمّهاتُ في بيوتهنّ، المناضلاتُ من أجل حضور المرأة، العاملاتُ الصامتاتُ في الكواليس بعيداً عن أضواء الإعلام مثابراتٍ على نَـحْتٍ بصماتٍ مفصليةٍ تغيّر في الحياة البشرية.
وهؤلاء فئةٌ كبيرة من نساءٍ مَـجهولاتٍ لا يذكرُهُنَّ أحد، لكنّ لهنّ قوةً داخليةً عظيمةً في تحقيق إنْـجازاتٍ وأعمالٍ كبرى تبدو عاديةً وبديهيةً لكنها في واقعها ليست بتلك العادية ولا بهذه البداهة.
أمثلةٌ منهنّ؟ في الأُسبوع المقبل.