هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

1010: الصيام في خدمة الصحّة

الحلقة 1010 : الصيام في خدمة الصحّة
الأربعاء 24 آب 2011

لم تكتُبْهُ لصَومِ رمضان، ولا لصَوْم الفصح ولا لِصيام ديني أو طقسي آخر، وإنّما لغرض طبي بحت.
لكننا، والأيام صومٌ مباركٌ في أكناف رمضان الكريم، يَجْمُلُ الكلامُ عليه، لا قراءةً نقدية بل مطالعةً صحية نافعة ناجعة.
إنها الباحثة الكندية نيكولّ بُودْرُو (Nicole Boudreau)، وإنه كتابها “الصيامُ في خدمة الصحة: سِرُّ الفتوّة الجسدية” وفيه إضاءاتٌ على فوائد الصوم الطبية للجسد.
في عصر الوجبات السريعة، يبدو الصيام سلوكاً عكس الزمن. وفي مُجتمعٍ استهلاكي ينحو إلى اللهو الاجتماعي وملذّات الـمَذاق التي تغري وتُبعِدُ عن تَمنُّع، يبدو الصوم التزاماً قاسياً.
نيكولّ بُودْرُو، في دراساتها، أثبتت جدوى العودة إلى جذور الصحة الجسدية اعتماداً على أنّ داخلَ الجسد وسائلَ تَجدُّدِه والحفاظ على فُتُوّته وطاقته الحيَويّة، بفضل خلايا فيه ذاتِ ديناميةٍ متجدِّدة، أحدُ عناصرِها صيامٌ يتيح للجسم أن يطحن ما تَجَمَّع فيه من سمومٍ وخلايا ميتة وأنسجة فاسدة، فيتخلّص منها جميعها وينقى، ويستعيد نشاطه وحيويته وشبابه من جديد.
وتسْرُدُ بُودْرُو نتائج الصيام العلاجية عبر أشخاص عايَنَتْهُم، كانوا مسحوقين بضغوط أشغالهم وأعمالهم ووظائفهم ومسؤولياتهم المهنية والعائلية والشخصية، فتنفَّسُوا راحةً ونباهةً بفضل الصوم. كما استشهدَتْ بتجاربَ من أطباء وبيولوجيين كنديين وأميركيين عالجوا مرضاهم بالصيام العلمي فأوصلوهم إلى الشفاء الكامل من دون اللُجوءٍ إلى أيّ مبضَعٍ أو بنجٍ أو عقاقيرَ تقليدية. فالصيام يَجعل الخلايا الكسلى تتفكّك تلقائياً وتزول، لتُفسِح في ولادةِ خَلايا جديدة تنشِّط الجسم من جديد.
هكذا الصيامُ ينقذُ جسدَ الصائم من فضلاتٍ ميتةٍ تُسَمِّمُهُ إذا بقيَتْ فيه، وتُشيخ خلاياه باكراً فتَهُدُّ طاقته وحيويته وشبابه. والصيامُ يطهِّر خلايا الجسم وأَنسجَتَه المتَرَهِّلة ويوفّر له فسحةً مثاليةً وفرصةً ضروريةً كي يجدِّد خلاياه ويُحَفِّزَ وظائفَها.
الطبيب الكندي جان روكان أثبَت أنّ “الصيام هو طبُّ المستقبل، لأن جسم الصائم يُهندس شفاءه وحده بأساليبَ ذاتيةٍ يستنبطها، فيفتِّت الدهون، ويسحَق الفضلات الميتة والكولسترول السلبي في الجسم، ويمحو الصفائح المعدنية من الأوردة الدموية ويقضي على الترسُّبات الكلسية في الشرايين، ويقدِّم هذه النتائج السعيدة هدية للصائم السعيد”.
شكراً لـنيكول بودْرو على إطلالتها الصيامية المفرحة.
وكلَّ صومٍ رَمَضانِيّ، أو فِصْحِيّ، أو ديني، أو علْمي، وأنتم في صحَّة مستدامة.