هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

50: وليد غلمية: أنا أعمل (الحلقة الأخيرة)

الكلمة الأَحَبّ (الحلقة الأخيرة)
كنتُ أُضْمِرُ أن تكون الحلقة الأخيرة في هذه السلسلة من “الكلمة الأَحَب”، خلاصةً عامةً أُوجز فيها حصيلة الكلمات التي تلقّيتُها طوال خمسين أسبوعاً. غير أن المساحة الضئيلة المعطاة لها لن تفي بالخلاصة. وطالَما أنني سأُصدرها في كتاب تحليليّ، أدع الخلاصة للكتاب، شاكراً جميع الذين أرسلوا أجوبتهم وساهموا في إغناء هذه السلسلة.
وإذ تصدُفُ أن الحلقة الأُولى في هذه السلسة كانت من وليد غلمية (9 حزيران 2010)، ولأن وداع الوليد حمل في أكثر من جريدة فقراتٍ من كلمته الأَحَبّ في ذاك الجواب (بينها كلمة “النهار” في وداعه على صفحتها الأُولى- الأربعاء 8 حزيران 2011)، ولِما جاء في كلمته الأَحَبّ (“أَنا أَعمَل”) من مدلول على شخصية هذا الرجل الذي ملأ لبنان والعالم العربي عملاً موسيقياً مُجدياً رصيناً جدّياً على أكثر من صعيدٍ إبداعيٍّ وتربويّ، أختم هذه السلسة بإعادة نشر جوابه، تَحيةً له في غيابه، أن يكون افتتح هذه السلسلة بحلقتها الأولى ويختمها بحلقتها الأخيرة.
هنري زغيب
———————————————-
————————————————–
——————————————————-

50) وليد غلمية: أنا أعمل
الأربعاء 15 حزيران 2011

الكلمة، أصلاً، صوت.
عندما حدَثَ الصوت حصَلَ الوجود.
وعندما انقلب هذا الصوت لاحقاً إلى كلمة، حصل التناقض والتضادّ والخراب والدمار.
للكلمة في ذاتها أبعادٌ تختلفُ باختلافِ ناطقها أو متلقّيها.
عندما كانت الكلمة صوتاً، كانت التجريد الأسمى، وفي ذاك السمو كانت عظمة الانسان.
أخطر ما في الكلمة: مدلولُها السيمانتيكي (علم المعاني)، وأخطر منه: المدلول السيميوتيكي (علم الدلالة).
جميع الخلافات ناتجة عن المعنى وعن الدلالة.
الذين جعلوا للكلمة مَوسَقةً، هم الشعراء.
والشعراء موسيقيون فاشلون، كما الموسيقيُّ إذا أراد أن يكون شاعراً سقط عن عرشه ولم يدرك الشعر.
في الحديث الشريف: “إنّ من البيانِ لسحرا” . وفي أقوال أفلاطون: “اللغةُ أدنى مستوى استعمله الإنسان للتعبير”.
شخصياً: أريدُ أن أبقى موسيقياً.
وأريدُ للكلمة أن تبقى صوتاً أسمعه كي أبقى سعيداً.
لأنني في ذلك لا أَقتل، لا أُدمّر، لا أَكره، لا أَيأس، لا أَتكاسل، لا أَنتحِب، لا أُحَرِّض، لا أُفاضل، كالطبيعة التي لا تفاضل.
أريدُ أن أكونَ كوناً في الكون، وعالَماً في العالَم، وشُعاعاً في النور.
وفي كل ذلك عملٌ وفِعلٌ، لأن في ذلك إبداعاً وإنجازاً.
أنا أعمل، إذاً أَنا أَفعل.
وكلمتي الأحَب هي: “أنا أعمل”.