هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

43: إميل كبا: يا ربّ!

الكلمة الأَحَبّ
ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟
للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.
كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟
هذه السلسلة: “الكلمة الأَحَبّ”، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و”لغات اللغة” انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.
بعد اثنين وأربعين جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف أبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي وسمير عطالله وإلهام كلاّب البساط وأنطوان مسرّة وفاديا كيوان وريمون جبارة وسلوى الخليل الأمين وندى عيد وهنري العويط ومنير أبو دبس وندى الحاج ونجوى نصر وهناء الصمدي نعمان ووردة زامل ونُهاد نوفل وكريستيان أُوسّي وفؤاد الترك وشوقي بزيع وأسعد مخول وإيلي مارون خليل وجورج كلاس ومفيد مسوح ومحمد علي شمس الدين ومنيف موسى وسهيل مطر وجورج سكاف ومروان فارس، هنا الجواب الثالث والأربعون من رئيس تحرير مجلة “الحكمة” الأديب إميل كبا.
هنري زغيب
email@henrizoghaib.com

______________________________________________
________________________________________________
_________________________________________________

43) إميل كبا: يا ربّ!
الأربعاء 27 نيسان 2011

حَبَّتان من كَثيبِ عُمر
– أَسمعكَ بكلّ صمتٍ من حولي، وصخبٍ في داخلي، يا ربِّ.
فأبادرُ إلى السّكون أملأهُ، والصَّخبِ في نفسي أُنَحِّيه بالصّلاة، وينامُ طيَّ بيارقي، من بعدُ، فوقَ سَواريَّ، جنونُ الأَرياح.
وبينَ الصمتِ من حولي والصخبِ في داخلي، ترتجلُني الأيّام على مثالِها:
جبالَ صِعابٍ أتوقَّلُها فيزغردُ بيَ النّجاح، ومُنبسطاتٍ رخيّةً كَراحة، أعبرُها محاذراً فرَحاً يبعثُ في نفسي المَلال.
ويستمهلُ سعيي هواكَ، يا إلهي، أَحدسُهُ ابتسامةَ سَماحٍ كاستجابة يَنْبوع؛ يتضعَّف عزمُ كفاحي، فأروحُ أمشيها الأيام على مثالِها، صخباً يشقُّ الصمتَ من حولي، وسكوناً أملأهُ بأغاني الحياة.
وأعرفُني… اثنايَ منك إليك، سحابةَ عُمرٍ أقدامُها في موجِك يا بحري، ومساقطُ الأقنان.
– أتوزَّعُ أنظاراً في الأشياء، كالملح في الطعام… فتقبلُها عيناي، يابسةً بأشكال، وبحاراً.. كلّ بقعةٍ فيها بمَذاق رؤية.
ألستُ صدًى من ذاتِك، يا ربّ، فتقبلَني أنتَ بدورِك خريطةَ ضميرٍ وأفعال، ويطمئنَّ مَعادي؟!
أتوزَّعُ في الأعمال، كالرُّوحِ في الرِّمَّة، فيُجوّدُها شَغَفي هُلاماتٍ بأطياف، ومُجسَّماتٍ.. كلُّ ثَنْيةٍ فيها بنكهة بَوْح.
ألستُ صبًا من لُهاثِك، يا ربّ، وقد نشَرْتَني أنتَ تنهُّداتِ امْتثال فابيضَّ سوادي؟!
أتوزَّعُ في الأقوال، كالخمرةِ في فرح الضِّيفان يُعتِّقُها جَلَدي، سوائلَ لفظيّةً لسِحر، ووسائلَ تَواصلٍ، كُلُّ واحدة منها جَناح.
ألستُ شعاعاً من شمسِك، يا ربّ، وقد صقلْتَني أنتَ، بلَّورَ رَهافةٍ فضاءَ مِدادي؟!
آه.. ويُرضيني أنْ أظلّ الضّئيلَ الصغيرَ.. ناهدةً نواتُه لتغدو على مدى حقْلِك، بسرِّ عطْفِك، أُمَّةَ رَيْحان.
______________________________________________
*) الأربعاء المقبل- الحلقة الرابعة والأربعون: الدكتور هيام ملاّط.