هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

حرف من كتاب- الحلقة 12
“عينٌ تُحاكي الجمال”-المصوِّرُ الصِّحافي كامل جابر
الأحد أول أيار 2011

في حجْمٍ أنيقٍ مربَّعٍ،
وَسَم المصوِّرُ الصِّحافي كامل جابر كتابه “لبنانُ الجنوبي: عينٌ تُحاكي الجمال”،
من إصدار وزارة السياحة،
في 240 صفحة ملوَّنة تتنافس جمالاً ولقطاتٍ طريفةً ونادرةً
مما لا تلتقطه العين عادةً فالتقطتْهُ عينُ هذا الفنان بكاميراهُ
ورسمتْها لوحاتٍ من إرْث جنوبنا الغنيّ تراثاً وجمالات.
ولكلّ صورةٍ لُقِيَّةٍ تعليقٌ شاعريٌّ بليغ يزيدها التماعاً وتعبيراً.
من غلافٍ لِمطحنة الرُّقَيْقَة في الخيام تُطِلُّ من تحت قنطرةٍ ختيارة،
إلى كلمة وزارة السياحة وأنّ “مُميِّزاتِ الجنوبِ الجماليةَ انعكاسُ ما يتمتّع به الإنسانُ الجنوبي من تشبُّثٍ بأرضه وتَعَلُّقٍ بها ودفاعِه عنها واهتمامِه بِمُنْتَجاتها وإبداعِه في مِهَنِها والحرِفيّةُ في طليعتها”،
إلى كلمة المؤلِّف المصوِّر وأنّ “هذا الكتاب يروي بالصورة والكلمة حكايةَ الجمال الشامل في الجنوب، لا مُجرّدَ دليلٍ سياحي بل كتابُ معرفةٍ مصوَّرةٍ عن جنوب لبنان”،
ينفتح الكتاب على الكنوز،
بين آثار صيدا (قلعتَا صيدا البحرية والبرية، ومعبد أشمون)
وآثار صور (صور البرّية، قوس النصر، صور البحرية، قبر أحيرام)
وقلاع الشقيف وتبنين ودُوبيِّه وشمع ومقام شمعون الصفا ومارون وأبو الحُصن الصليبية)،
وعلى أبراج وخانات (خان الإفرنج: صيدا، برج بعل: الهبّارية، خلوات الكفير)،
وعلى متاحف (متحف عودة للصابون، متحف صور البحري، متحف موسى طيبا في قانا،
أهرامات تُفاحتا في وادي الملوك)
وعلى دورٍ وقُصور (القصر الشهابي: حاصبيا، قصر دبّانة: صيدا، قصور يارون)،
وعلى كنوز مدننا الجنوبية:
صيدا (ميناء الصيادين، زيرة صيدا)
وصور (مرفأ صور، صور القديمة، فنار صور)
والنبطية وجباع وجرجوع وحومين الفوقا والتحتا،
وصربا والدوير ودير عجلون وبنت جبيل وتبنين وعين إبل وجزين
وكفرحونة وجديدة مرجعيون ومعتقل الخيام وحُولا وحاصبيا وشبعا،
وعلى مقاماتٍ ودور عبادة (الجامع العمري، خلوات البياضة، دير مشموشة، صخرة مار جريس)
وعلى مواقعَ طبيعية نادرةٍ،
منها المغاور (قانا، النبع الشتوي، مغاور عدلون، عين الريحان،
مغارة فخر الدين: جزين، مغارة سيدة المنطرة: مغدوشة)،
وعلى ثروةٍ مائية (أنهار الليطاني والحاصباني والوزّاني والزهراني
ونبع الطاسة وشلال جزين وبُرَك رأس العين وبركة أَنان)،
وعلى ثروةٍ طبيعيةٍ (جبل الريحان وإقليم التفاح وجبل الشيخ ومحمية شاطئ صور وسهل الخيام وسنديانة شبعا)،
وعلى عادات وتقاليد (الأسواق الشعبية- الاثنين: النبطية، الخميس: بنت جبيل، سوق الخان: حاصبيا)،
وعلى الصناعات الحِرَفية (سكاكين جزين، مراكب صيدا، صابون وادي التَّيم، فخّار راشيا،
زجاج الصرفند، إسكاف النبطية، ماء زهر مغدوشة، دبس حاصبيا)،
وعلى مؤونة الحقول (مطاحن شبعا، تبغ الجنوب، حلويات صيدا، تربية النحل)
وعلى زراعاتٍ مُختلفة، وعلى جمالات وجوهٍ وطبيعةٍ وحجارةٍ ناطقةٍ بنبض التاريخ.
سياحةٌ بَصَريَّةٌ جماليةٌ كتابُ كامل جابر الذي ينقلُنا، بين صفحة منه وصفحة،
إلى لُقِيّاتٍ من بلادنا الجميلة،
منها ما نعرفه أو نعرف بعضه أو نعرف عنه،
ومنها ما يدهشنا جمالُه الطبيعي أو التراثي،
فنُغلِقُ هذا الكتاب، “عينٌ تُحاكي الجمال”،
وفي عينِنا حكاياتٌ من لبنانَ الجمال تُبهجُ العين والقلب،
وتُرَسِّخُ فينا كنوزاً من لبنان نفهم أكثر لماذا أورَثَنا إياه جدودٌ تشبَّثوا بأرضنا كي نتشبَّثَ نحن بها،
فننقُلَها إلى أولادنا ثَرواتٍ بَهيةً تَجعلُهم فعلاً يؤمنون بأنّ نعمة الطبيعة في لبنان ثروةٌ لا تعادَل،
جديرةٌ بأن نَحميها من كلّ ريحٍ حتى يظلَّ لبنانُ صامداً قوياً في وجه كلِّ ريح.