هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

890: وِقفة الوعد بالعودة في الحادي والعشرين من آذار

الحلقة 890: وِقفة الوعد بالعودة في الحادي والعشرين من آذار
الأحد 21 آذار 2010

إنه الحادي والعشرون من آذار. اليوم، الأحد: الحادي والعشرون من آذار.
تبتهج الطبيعة فيه بأول الربيع، وتبتهج القلوب فيه بعيد الأُمّ.
غير أنّ للحادي والعشرين من آذار مواعيد أخرى تحمل ذكرى أو محطة أو يوماً عالمياً جديراً بالاحتفال والابتهاج.
فالحادي والعشرون من آذار هو “اليوم العالَميّ للشعر” كما أَعلَنَتْهُ منظمة الأونسكو في دورتها الثلاثين سنة 1999 “تشجيعاً لقراءة الشِعر، وكتابتِه، ونشرِه، وتدريسِه، في العالم كلّه، وإعطاء التجارب الشعرية اعترافاً محلياً وإقليمياً ودولياً بأهمية الشِعر”.
والحادي والعشرون من آذار هو “اليوم العالمي لإزالة التمييز العنصري”، كما أَعلَنَتْهُ كذلك منظمة الأونسكو سنة 1969 داعيةً سلطات المجتمع الدولي الى مضاعفة جهودها ومساعيها من أجل “رفض جميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري لاعتبارها انتهاكاً خطيراً لِحقوق الإنسان، وتَجِب مناهضتُها بجميع الوسائل، وإنقاذ ضحاياها”.
والحادي والعشرون من آذار هو تاريخُ تَبَنِّي الدول قانونَ حرية الصحافة و”حماية الصحافيين من تهديدات قد تواجههم في خلال مزاولة عملهم الشريف أو بسبب مقالٍ أو تحقيق أو خبر”.
والحادي والعشرون من آذار هو تاريخُ تَبَنِّي الدول كذلك قانون حماية المواقع الأثرية والمعالم التاريخية التي “يشكّل الحفاظ عليها حفْظاً لذاكرة المكان وشهادةً للزمان على ما بنته أيدي الإنسان في كل مكان”.
وتتسلسل مناسباتٌ أخرى لِهذا الحادي والعشرين من آذار، من ولادات عباقرة خالدين أو غياب مبدعين وخلاقين في كل حقل وإبداع، ليس موقعُها الآن هنا، لكنه نهارٌ مباركٌ في الذاكرة، لا تعتدل فيه الطبيعة بين فصل وفصل وحسب، ويبدأُ فيه برج الحمَل وحسب، بل تتمهرج فيه الحياة، مع أوّل الربيع، الى أمل جديد متجدِّد يستجدُّ كل يوم.
وتبقى لنا منه اليوم، هذا اليوم (الى جميع مناسباته الأُخرى) أنه “يوم الزُّغْدَة”، وهي “زهرة الرّبيع”.
ومع هذه الزَّهرة الربيعية النابضة بالأمل، تُزهر الأحلام على أغصانٍ من الصباحات الآتية، بوعودٍ ملوّنةٍ من حبيبةٍ غابت لتعود، ومن أُمٍّ حاضرةٍ في الحضور وفي الغياب، ومن طبيعةٍ تَتَبَهْرَج وتَتَمَهْرَج بأزهارٍ وحقولٍ وبساتين، وآمالٍ واعدةٍ بثمارٍ في العمر، تعادلُ العمر، وتستحقُّ الانتظار.
فوحدها الإطلالةُ الموعودة، أو العائدة، تستحقّ أن نبتهج لها في هذا النهار الرمزي الجميل، هذا الحادي والعشرين من آذار.