هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

877: “ثقافات” الأمس مصهر لـ”ثقافة الغد”

الحلقة 877: “ثقافات” الأمس مصهر لـ”ثقافة الغد”
الأحد 24 كانون الثاني 2010

عن وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، في نشْرَتِها أمس، أنّ متحف اللوڤر، رغم إضرابات نهاية العام الماضي، استقبل ثمانية ملايين ونصف المليون زائر، متخطياً للسنة الرابعة على التوالي حدود الثمانية ملايين، ومسجِّلاً أنه أكثر متاحف العالم في عدد الزوّار.
وعن إحصاءات إدارة المتحف أنّ معدل اليوم الواحد بلغ 27 ألف زائر، وأنّ زوّار المعارض الستة في قاعات المتحف الجانبية بلغوا ثلاثة ملايين ونصف المليون (مقابل مليونين ونصف المليون سنة 2008) ما رفع زوّار اللوڤر سنة 2009 الى 12 مليون زائر شاهدوا روائع الفن الخالد في المتحف، وأعمال المعارض حول المتحف.
وعقدت إدارة اللوڤر اتفاقات مع متاحف في الضواحي أغنت هذه الأخيرة، بينها مثلاً متحف دُلاكروى الذي استقطب سنة 2009 نحو 46 ألف زائر كان يمكن أن يبلغوا الخسمين ألفاً لولا إضرابات شهر كانون الأول الماضي.
واستعادياً، نشرت وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) أرقام السنوات الأربع الماضية لزوّار اللوڤر فإذا هي: 8 ملايين وأربعمئة ألف لسنة 2008، و8 ملايين وثلاثمة ألف لسنة 2007، و8 ملايين لسنة 2006، و7 ملايين وسبعمئة ألف لسنة 2005.
وختمت وكالة الصحافة الفرنسية تقريرها بأن زوّار اللوڤر حتى مطلع هذا العام 2010 سجَّلوا ارتفاع 67% منذ 2001، وأنّ أبرز الأعمال الكبرى التي تستوقف الزوّار هي: تمثال “ڤينوس دي ميلو” (من القرن الأول قبل المسيح)، ولوحات: “الحرية تقودُ الشعب” لدُلاكروى، “عرسُ قانا الجليل” لڤيرونيز، ولوحة “الجوكوندا” لداڤنتشي (خصوصاً بعد صدور كتاب “شيفرة داڤنتشي” وتحويله فيلماً).
الشاهد من كلّ هذه الوقائع: 8 ملايين ونصف المليون زائر في سنة واحدة، علامة إقبال على هذا الـمَعْلَم الثقافي الكبير، يقابلها رقم كبير من مداخيل المتحف لـخزينة الدولة.
ها هي المتاحف إذاً موردٌ لـمالية الدولة، وها هي الثقافة إذاً رافدٌ أساسيّ في الاقتصاد.
الذين يردِّدون عندنا كلّ يوم بأنّ في لبنان حكومةَ وفاق وطني واتحاد وطني ووَحدة وطنية، هل يعرفون بأن الثقافة وحدها هي التي تخلق الوفاق بين الشعب، والاتحاد بين المواطنين، والوَحدة في مفاصل الوطن؟
وإذا المتاحف ذاكرةُ الماضي التي تختزن ثقافاتِ الأمس وتنصهر في سياق اليوم لتولّد ثقافة الغد، فالأحرى بنا في لبنان أن نعرف كيف نجعل من “ثقافات” أمسنا مصهراً نخرج منه الى “ثقافة الغد” التي تجعلنا شعباً يعرف كيف يقطف من حاضره وَحدةً لِغَدِهِ لا الى انفصام.