هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

823: حضور المرأة المتصاعد في أعلى المسؤوليات

الحلقة 823 : حضور المرأة المتصاعد في أعلى المسؤوليات
الأحد 19 تـموز 2009

لا تزال المرأة في العالم تتقدّم في مضمار العمل وترقِّيها مراتبَ منه عليا تشرِّف حضورَ المرأة في المجتمع وفاعليَّتَها العالية.
في دراسة نشرتْها مؤخراً مجلة “فوربس” الأميركية أن المرأة تتقاضى رواتب مرتفعة في أعمالٍ ومسؤولياتٍ ووظائفَ تتعدّى بكثيرٍ رواتب الرجل. وعن هذه الدراسة أن 60% من النساء في العام الماضي (2008) شغلن 47% من مجموع مؤشرات العمل في الولايات المتحدة. وثُلثُ هذه النسبة لوظائف في الإدارة رواتبُها تعادل 51% من أعلى الوظائف رواتب.
وعن دائرة المرأة في وزارة العمل الأميركية أنّ أكثر الوظائف والمهَن والمسؤوليات التي تتولاّها المرأة وتتقاضى عنها راتباً مرتفعاً هي في قطاع الصيدلة، حيثُ نصفُ العاملين في هذا القطاع نساء، ويتقاضين رواتب تعادل 85% من رواتب الرجال في القطاع نفسه، بينما رواتب اللواتي يعملْن في قطاع الطب تتراجع إلى نحو 60% من رواتب الرجال لأن توزُّع النساء في هذا القطاع أوسعُ وظائفَ ومسؤولياتٍ من وظائف الرجال ومسؤولياتهم.
بعد قطاعَي الصيدلة والطب يظهر قطاع الكومبيوتر والاتصالات، وفيه يزداد حضور المرأة تصاعُداً في الإشغال والرواتب.
وفي خلاصة الدراسة أن نحو ثلاثة ملايين امرأة في الولايات المتحدة، على كل عشرة ملايين وظيفة، يتقاضَين رواتب أعلى أو معادِلةً رواتبَ الرجال، وهذا مؤشِّر واضح إلى أن إشغال المرأة وظيفةً أو مسؤولية أو منصباً عاماً يأخذ حيِّزاً تصاعدياً لا بِمجرَّد أن المرأة فيه تتقاضى راتباً أعلى من راتب الرجل أو مُعادِلَه، بل لأن حضور المرأة في المجتمع لم يعد قصراً على أنها “نصف المجتمع”، وإنما لأنّ حضورها أساسٌ في مُجتمع يبني غَدَه على أسس هي بنتُ الغد لا بنتُ الحاضر القلق أو بنتُ الماضي المليء رواسبَ تمييزية تجعل المرأة دون الرجل في أي قطاع.
كلُّ هذه المقدمة أعلاه، للقول إنّ المرأة العاملة (موظَّفةً كانت أو مسؤولةً في أي قطاع) هي العنوانُ الذي يُشير إلى مُجتمع متطوّر نَحو بناء مستقبلٍ رُكنُه المرأة الْمُعادِلةُ الرجلَ من دون أيّ تَمييز، ولا ضيرَ على رجلٍ تتقاضى زوجتُه راتباً أعلى من راتبه، فالتخلّي عن ذُكورية التفكير تِجاه المرأة هو البدءُ في النظر إلى المرأة نِظْرةً ساميةً إعجابية عالية.
ولتسقُطْ بعدها مقولاتٌ متوارَثَة عن بلادة القولِ إن “وراء كل رجل ناجح امرأة”، لأن المرأة الناجحة لا تكون أمام الرجل، ولا حدَّه، ولا وراءه، بل تكون تاجاً في بيتها ومُجتمعها ووطنها.
وكم عندنا في لبنان سيداتٌ أثبتْنَ في وظائفهنَّ ومسؤولياتِهنّ أنّ نَجاحَهُنّ يأتي من حسِّهنَّ الرهيف، وذكائِهِنَّ العالي، ودُرَبِهِنَّ العلمية والثقافية والأكاديمية، ما لا يَملك الرجل أمامه إلاّ الوقوف – حاجةً واحتراماً – لِحضور سيِّدةٍ ناجحةٍ هي مرآةُ رَجُلِها ومُجتمعِها والوطن، بل مرآةُ المرأَة في أيّ وطنٍ من أوطان العالم.