هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

803: … ومتى لبنان أيُّها الأبُ الأقدس؟

الحلقة 803 : … ومتى لبنان أيّها الأبُ الأقدس؟
الأحد 10 أيار 2009

بعد أشهرٍ على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني مواقعَ المسيح في الأردن قبل سنوات، زرتُ موقع “المغطس”، المكانِ الذي اعتمد فيه المسيح على يد يوحنا المعمدان. ووجدتُ المكانَ مُهيَّأً مُؤهَّلاً منَظَّماً، فسألتُ دليلنا أحمد عن مؤشِّر السياحة إلى هذا الموقع قبل زيارة البابا وبعدها، فقال فوراً إنها ازدادت أضعافاً، ما يشير إلى أن زيارة الأب الأقدس كانت حافزاً رئيساً لتنامي السياحة الدينية إلى ذاك المكان، والى أماكن أخرى زارها سيّدُ الفاتيكان.
وكنتُ لدى زيارة البابا الأقدس نفسه لبنان، في مثل هذا اليوم بالذات: 10 أيار من سنة 1997، كتبتُ لزاويتي الأُسبوعية “أزرار” في جريدة “النهار” مقالي بعنوان: “… وخُطاهُ أيضاً في صيدا وصور”، متسائلاً عن السبب في اقتصار زيارة قداسته على حريصا ومرفأ بيروت، وهي أرضٌ لم تطأْها قَدَما المسيح، فيما يذكر الإنجيل أن المسيح زار صيدا وصور وصربتا (الصرفند اليوم)، إلى جانب ما أثبتَتْهُ الدراسات العلمية والتاريخية والجغرافية قبلها ومن يومها وحتى اليوم أن قانا الإنجيل، قانا الأُعجوبة الأُولى، هي قانانا نحن، قانا لبنان، وليست كفركنّا فلسطين.
وفي دراسات أخرى أن جبل التجلّي هو قمة في جبل حرمون على 2814 متراً، وليس جبل طابور الذي لا يعلو سوى 500 متر ولا يتطلّب بلوغُه ستة أيام يقول الإنجيل إن يسوع استغرقها ليبلغ قمته في أعلى الجليل من ضفة الأردن.
وإذا كانت قانا موضوع جدل، وإذا كان جبل التجلي لا يزال موضع شك، فماذا عن صيدا وصور والصرفند وهي واضحةٌ في الإنجيل نصاً وذكراً بلا جدَل؟
مبروك للأردنّ اليوم زيارة ثانية لِحبر الكنيسة الأعظم بعد سلفه الطوباوي، ومبروك ما سيجنيه الأردنّ من سياحةٍ دينية نتيجةَ هذه الزيارة في أرض أردنية تنقّل عليها السيد المسيح قبل أَلْفَي سنة.
ولكن، هل من يسعى إلى دعوة قداسة بنديكتوس السادس عشر لزيارة لبنان، على خطى سَلَفِه الذي جاء إلى المنطقة كي يَمشي على خطى يسوع المسيح؟
إن السياحة الدينية في لبنان من أكثر بلدان المنطقة غنىً ومواقعَ وقداسةً، وتتكرّس أكثر حين يزورُ سيّد الفاتيكان أرضاً مقدسةً عندنا مشى عليها السيّد المسيح. فماذا لو زار البابا صيدا وصور والصرفند وقانا وجبل التجلي، وصلّى وبارك بصلواته لبنان؟ وماذا لو بعد الزيارة تَحوّل إلى لبنان ملايين مؤمنين يقصدون لُورْد وميديغورييه وأماكن أخرى لأعجوبات وقديسين؟ وماذا لو زار البابا عنّايا شربل وجربتا رفقة وكفيفان الحرديني، وثلاثتُهم طوَّبَهم الفاتيكان نفسُه قديسين؟
زيارة واحدة، يا صاحب القداسة، إلى وطننا لبنان، لبنان الروحانيات والقداسة، لبنان أرضُ الله وقلبُ الله ووطنُ الله منذ الكتاب المقدَّس، فتكون خطواتُك بَرَكَةً لسياحةٍ دينية يَـؤُمُّ لبنانَ لأجلها ملايينُ المؤمنين في العالم.
وختاماً أيها الأب الأقدس: فيما أنت اليوم خاشعٌ تصلّي في موقع “المغطس” حيث اعتمد المسيح في نهر الأردنّ، حبَّذا لو يَجيء من يهمِس في سمعك أنّ مياه هذا النهر تنساب إليك من هناك، فوق، من جبل حرمون الذي في لبنان.