هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

785: “ذاكرة بيروت” أكبر كتاب في العالم

الحلقة 785: “ذاكرة بيروت” أكبر كتاب في العالم
الأربعاء 4 آذار 2009

حين شاهدناها في “ساحة النجمة” سنة 2003، صُوَراً متقابلةً عن بيروت الدَّمار وبيروت العَمار، بيروت الخراب وبيروت الجمال، بيروت الموت وبيروت الحياة، تَمنّينا ألاّ تنطوي تلك الصوَر بعد انتهاء المعرِض، فكان أن ضَمَّها كتاب “ذاكرة بيروت” على ورق خاص يُظهر، من لَمعان الصفحة الواحدة، الصورتَين: بيروت الأمس وبيروت اليوم، ويومها حقَّقَت كاميرا أيْمن تْراوي إشراقةً جديدة للحبيبة بيروت الدائمة الإشراق.
ولَم تتوقَّف الإشراقة عند هذا الحدّ، حتى وقَف القاضي التنفيذي في موسوعة “غينيس” العالَمية للأرقام القياسية يَمنح المصوّر اللبناني (مساء الجمعة الماضي) شهادة الموسوعة العالَمية على أن كتابه “ذاكرة بيروت” فاز بأن يكون “أكبر كتاب في العالَم”، لقياساته الضخمة: الطول 3,58 أمتار، العرض 2,77 متران، الوزن 1060 كلغ، الحجم 304 صفحات، كاسراً بذلك الرقم القياسي السابق لأكبر كتاب في العالم (منذ عام 1976 في ولاية كولورادو) وقياساته: الطول 3,07 أمتار، العرض 2,74 متران، الوزن 252 كلغ، الحجم 300 صفحة.
هكذا إذاً، عشية إطْلاق أنشطة “بيروت 2009 عاصمة عالَمية للكتاب”، تفوز بيروت بِهذا اللقَب العالَميّ، وبكتابٍ عن بيروت، لتكونَ أعطَت “أكبر كتاب في العالم” فيما هي عاصمة عالَمية للكتاب، داخلةً بذلك الأرقام القياسية في هذه الموسوعة العالَمية التي تطبع مئات آلاف النسخ، يتهافتُ القرّاء على طبعتها الجديدة كلّ عام، وتصدُر على الإنترنت فيدخل لقراءتِها الملايينُ في معظم لغات العالم.
مبروك لبيروت عالَميَّتُها الجديدة، وللبنان ضوؤُه الدولِيُّ الجديدُ المشرِّف الذي يأتيه دائماً من مبدعيه لا من سياسيّيه.
تستاهل بيروت، بيروتُنا الحبيبة، هذا المجدَ العصريّ الجديد، هي التي بَنَتْ مَجدَها التاريخيّ منذ فجر التاريخ، واحةً فريدةً في هذا الشرق، وما زالت، كلما حَسَرَت عن وجهها، تُشرق على وجهها صفحاتٌ مشرقةٌ من الزمان المضيء.
وها وجهُ بيروت أضاء اليوم على “أكبر كتاب في العالم”، لا يصدُر فقط في بيروت، ولا ينشر بعضُهُ صوراً من بيروت أو عن بيروت، بل هو كلُّه عن بيروت، ذاكرةً بصريةً لبيروت الأمس وبيروت اليوم وبيروت المستقبل، فتستاهل أن تكون عاصمةَ وطننا، وعاصمةَ حبنا، وعاصمة الإبداع التي ما زالت نَجمةَ العطاء في فضاء الشرق، وسوسنةَ الجمال على خصر المتوسط.