هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

755: مديرية للسكك الحديدية… ولا سكّة حديدية واحدة!

الحلقة 755 : مديريةٌ للسكك الحديدية… ولا سكة حديدية واحدة !
(لـيوم الأربعاء 19 تشرين الثاني 2008)

يتَّضِح يوماً بعد يوم أنّ التنقُّلَ بالسيّارة بين شوارع بيروت والتجوُّلَ فيها والدخولَ إليها والخروجَ منها بات جُلجُلَةً يوميةً لا تخضع لوقت دون آخر وساعات ازدحام دون أُخرى، بعدما باتت شوارع بيروت جميعُها تَجَمُّعَ سياراتٍ مُكتَظَّةٍ متوقِّفَةٍ تَتَسَلْحَفُ بطيئةً، هادرةً وقتَ الناس وأعمارَهم في غاباتٍ معدنيةٍ قاتلةٍ قاهرةٍ تَسْحَق الأَعصاب وتُؤَخِّر المواعيد.
ولم تعُدْ في بيروت ساعاتٌ معيّنةٌ للاكتظاظ وساعاتٌ أخرى لسير مرتاح، بعدما باتت تتوزّع في شوارع بيروت جميعاً أعمالُ الصيانة وحفرياتُ الأرصفة، وسياراتٌ تقف في أماكنَ مَمنوعةٍ ولا مَن يَمنعها، وسياراتٌ تتوقّف صفّاً ثانياً أو ثالثاً ولا من يصفُّها بِمحضر ضبط، وحواجزُ إجراءاتٍ أمنيةٍ حول بيوت السياسيين، وما أكثرَهم “من غير شر”، وما أكثرها وسْط الشوارع وما أزعجها تزيد من اختناق الشوارع، وكلُّ ذلك يَجعل التنقُّل بالسيارة في بيروت، ودخولَها ومغادرتَها، عَذاباً يومياً يُحرق الأعصاب ويَلْعن تدابيرَ للدولة غائبةً لا من يرعاها ولا من يراعيها.
وقد يكون واحداً من الحلول تسييرُ القطار الداخلي بين عكار وصُور فيخفُّ الضغط عن الأوتوستراد ومداخل بيروت، ويُصبح السير في بيروت أقلَّ اكتظاظاً وأقلَّ حرقاً لأعصابِ الناس ووقتِهم وعمرِهم المهدور في ازدحامٍ يوميٍّ قاتل.
وللمناسبة، هل مشهدٌ سورياليٌّ ساخِر أكثرَ من وجود مديرية عامة للسكك الحديدية في لبنان، وليس عندنا سكةٌ حديديةٌ واحدة؟