هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

736: جنوب لبنان… عينٌ تُحاكي الجمال

الحلقة 736: جنوب لبنان… عينٌ تُحاكي الجمال
الأحد 14 أيلول 2008

ها هو الجنوب يُطلُّ علينا مرةً أخرى. إنما لا من باب الواجهة العسكرية هذه المرة، ولا الأمنية، ولا حتى السياسية، بل من واجهة الجمال!!! وجنوبُ لبنان مقلعُ جَمالٍ، ومنجمُ ثرواتٍ موزَّعةٍ بين عمل الطبيعة خصَّ بِها اللهُ لبنان، وعمل الإنسان اللبناني.
هذان المقلع والمنجم، غاص عليهما لبنانِيٌّ شابٌّ مُدْمِنٌ على عشق جنوبه اللبناني، كان أَصدر عنه قبلاً كتابَين: “ذاكرةُ الجنوب: عينٌ وأثر”، و”إقليم التفاح: العينُ ترصد الذاكرة”.
وكتبُه الثلاثة هذه (السابقان مع الجديد) لم يكتبهما بقلمه بل بكاميراهُ والقلم. فهو مراسلٌ ومصوِّرٌ صحافي، صدرَت صوَرُهُ الفوتوغرافية في الصحافة اللبنانية والعربية، ومنذ 1993 تَصدر صورُه في الصحافة الأجنبية عبر وكالة رويترز التي كان مصوِّرَها في لبنان، وتَحديداً في الجنوب حيث التقط صوراً استثنائية لِمعارك تموز 1993 وتموز 2006 والاعتداءات الإسرائيلية الأخرى، على بلدته النبطية خصوصاً وعلى الجنوب عموماً، وكانت له صور خارقةٌ عن احتلال أرنون وتحريرها في ما بعد.
كتابُه الجديد “لبنان الجنوبي: عينٌ تُحاكي الجمال” متحفٌ فوتوغرافيٌّ على الورق، في طباعةٍ فخمةٍ جداً لدى “شمالي إند شمالي”، وحجمٍ موسوعيٍّ، ونَحوٍ من ثلاثْمئة صفحة تتنافس جَمالاً وروعةً ونصاعةَ لبنان، حتى لكأنّ كلَّ صورةٍ في الكتاب تقفِزُ إليك تندهك: أنا أحلى”.
ويُسعد في الكتاب أن تنشرَه وزارة السياحة في لبنان، بِهدفٍ حدَّدَتْه في مقدمة الكتاب أنّه “ضمن جهود وزارة السياحة في السعي الى جعل لبنان بِجميع مناطقه ملتقى الزائرين ورجال الأعمال وأن تصبح المناطق اللبنانية مقصداً سياحياً عبر جميع الفصول”.
تنطلق الرحلة في الكتاب مُمتعةً مع تعليقٍ شاعريٍّ على كل صورة (وفيه مئاتُ الصور الأخّاذة) من آثار صيدا الى آثار صور الى قلاع الشقيف وتبنين ودوبيه والشمع والصفا ومارون وأبو الحصن، الى الأبراج والخانات، الى المتاحف والدور والقصور، الى البُرَك والشلاّلات، الى المغاور والمقامات ودور العبادة، الى الأنهار والعيون والينابيع، الى باب عتيق وقنطرة ناطرة وزيتونة ختيارة، الى الثروات الطبيعية والجبال والسهول والمحميات، الى الأسواق الشعبية والصناعات الحرفية، والزراعات الجنوبية ومُؤَن الحقول وزوايا وفُجْآتٍ جمالية رائعة من جنوبنا الرائع.
كأنّ هذا الجنوبيّ الفنان العريق، لم يترُكْ لُهاثاً في الجنوب إلا والتقطَهُ بكاميرا لَها عينٌ مبدعةٌ لا عينٌ آلية، لأنّ له، هذا اللبناني الجنوبي، عيناً تُحِبُّ الجمال، وقلباً يعشَق الجنوب، وإرادةً تُمجّد لبنان.
وما أروعَ أن ينصرفَ كلُّ لبناني مبدعٍ في لبنان، كلٌّ في حقل اختصاصه، الى تَمجيد لبنان، لا كلاماً ولا تنظيراً – ولا خصوصاً عن طريق السياسة و”بيت بو سياسة”- بل بعملٍ إبداعي يليق بلبنان في الداخل والخارج.
من هذه الأعمال، هذا الكتابُ الرائع “لبنان الجنوبي: عينٌ تُحاكي الجمال” أصدَرَتْهُ، مشكورةً جداً، وزارةُ السياحة في هذه الحُلّة اللائقة الناصعة. ومن هؤلاء اللبنانيين، هذا الشابُّ الوفِيُّ لنبَطيّته وجنوبه ولبنانه الرائع: الإعلامي كامل صبحي جابر.
وما أشدَّ الحاجةَ أن يكون هذا الكتاب في كل بيتٍ لبنانِيٍّ، هنا وفي العالم، وأن تقتنيه كلُّ سفارة للبنان في الخارج هديةً سَنِيَّةً للبنانَ الجمال كما سَجَّلَتْه، بالكلمة الشاعرية والكاميرا الشاعرة، عدسةُ كامل صبحي جابر.