هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

734: وسامٌ جديدٌ للبنان في أميركا: سرمد الريحاني

الحلقة 734: وسامٌ جديدٌ للبنان في أميركا: سرمد الريحاني
لـيوم الأحد 7 أَيلول 2008

وسْط عتمةِ ما تتخبَّط به الأخبار السياسية عندنا، وهي في نفق مظلمٍ تتلاطمُ بين العار والفضيحة، يطلُّ علينا من واشنطن ضوءٌ لبنانيٌّ مشِعٌّ يعوِّضُ عن مناطحات “بيت بو سياسة” الْمُخجِلة الْمُزْرية.
ففي نبإٍ نشرتْهُ أمس وكالات الإعلام العالمية: انتخابُ المهندس اللبناني سرمد ألبرت الريحاني “رئيس اللجنة الوطنية العليا للهندسة في الولايات المتحدة الأميركية” بأصوات زملائه الأعضاء المهندسين العشرين المنتخَبين مُمثِّلي المنشآت والمشاريع الهندسية الكبرى في مُختلف الولايات الأميركية. وبهذا الفوز يُسَمّى سرمد ألبرت الريحاني حاكم تلك الولايات الأميركية للشؤون الهندسية.
يأتي هذا الفوز المشرِّف بعدما كان المهندس اللبناني الأميركي سرمد ألبرت الريحاني (قبل بضعة أَشهُر) فاز بِمنصب “نقيب المهندسين في منطقة واشنطن الكبرى” (التي تضمُّ واشنطن العاصمة وولايتَي ڤيرجينيا وميريلاند).
هذه اللجنة الوطنية العليا للهندسة (“الوطنية” تعني جميع الولايات المتحدة الأميركية) برئيسها اليوم اللبناني سرمد الريحاني، مهمتها الإشرافُ على القوانين الفدرالية (أي المركزية لكلّ الولايات الأميركية) والإشرافُ على الأنظمة التي تنظِّمُ القطاع الهندسي المدني في كل أميركا. وبعد اطِّلاعها ودراستِها الأنظمةَ والقوانين، تقدِّم الى الكونغرس اقتراح قوانينَ هندسيةٍ يُصدرها الكونغرس، بناءً على تبريراتٍ واقتراحاتٍ موثَّقَةٍ من تلك اللجنة الوطنية العليا التي بات رئيسَها اليوم اللبناني سرمد الريحاني.
وكان سرمد الريحاني، قبل سنتين، أَنشأ (في جامعة سيّدة اللويزة) جائزةً سنويةً بشكل منحةٍ يقدِّمها الى أفضل طالبٍ من فرع الهندسة ينال أعلى معدَّلٍ في علاماته للسنة قبل الأخيرة، كي يدخل سنةَ التخرُّج الأخيرةَ من دراسة الهندسة بِـ”منحة سرمد الريحاني” الذي شاءها مساعدةً لطلاب بلاده، إسهاماً منه في تشجيع الجيل الجديد وفي دعم التوجُّه العلمي.
سرمد الريحاني (ابنُ ألبرت الريحاني شقيقِ الكبير أمين الريحاني والقيّمِ على تراثه العظيم) يَحمل الجنسية الأميركية، والبكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة ولاية أوريغِن في پورتلَند، والماجستير في الهندسة المدنية (باختصاص المعادن الصلبة) من جامعة ميريلاند في كولدج پارك، وهي الجامعة الكبرى التي أنشأ فيها البروفسور سهيل بشروئي كرسي جبران خليل جبران، وبدعمٍ منه نظّم “مركز أبحاث التراث” في الجامعة سلسلة أبحاث عن أمين الريحاني، ومنحَ جائزته الجبرانية قبل فترة للشاعرة اللبنانية الأميركية مي الريحاني التي أنشأت (مع شقيقَيها رمزي وسرمد) مؤسسة “پلاتفورم إنترناشيونال” لنشر التراث الريحاني والأدبي اللبناني في أميركا، تنسيقاً مع متحف الريحاني في الفريكة، والذي يتولاه الشقيق الأكبر الدكتور أمين ألبرت الريحاني في لبنان.
مرةً جديدة: ضوءٌ لبنانيٌّ آخرُ من الولايات المتحدة، من سرمد الريحاني، الذي يَحمل في جيناته عالَميةَ عمِّه الريحاني الكبير الذي جعل من “قلب لبنان” قلبَه وقلْب العِلْم وقلبَ العالَم.
سرمد الريحاني: من قلب لبنان على شرفة الفريكة، نرفع تَحيتَنا إليك، لبنانياً مُشِعّاً في عاصمة القرار الأميركي.