هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

708: السياحة في لبنان سيادية خدماتية بامتيازٍ متفوّق

الحلقة 708: السياحة في لبنان سياديّةٌ خدماتِيّةٌ بامتيازٍ متفوِّق
(الأربعاء 8 حزيران 2008)

طالعتْنا الصحف أمس السبت وقبله الجمعة، بأخبار المطار، فإذا فيها ما يزيد فرحَنا والأمل الواسع بصيف مُلوّن. ونشرت صحفٌ، صباح الجمعة، وعلى الصفحة الأُولى، خبرَ وصول سبعة آلاف وأربعةٍ وتسعين إلى المطار في يوم واحد، عدداً قياسياً لِمغتربين لبنانيين وعاملين في الخارج وسيّاحٍ عربٍ وأجانب، بينما معدَّلُ الوصولِ اليوميُّ هو أربعة آلاف في الحالات العادية.
المطلوبُ الآن، غيرُ الفرح، تَحصينُ هذه الظاهرة، ليستمرّ الوافدون وافدين، فلا يصلوا من هنا ثم يتوتّر الوضع فيبحثون عن أسرع طريقةٍ للمغادرة، أو تبحثُ الدولةُ، أو دُوَلُهُم، عن أسرع وسيلةٍ لإجلائهم، كما مرّ معنا في تَجارب الفترة المريرة الماضية.
تحصين الأمن؟ صحيح. وهذا يُحصِّن السياحةَ خصوصاً، والسياحة موسم المواسم في لبنان، ولبنان بلد الفصول الأربعة.
وبعيداً عن كون السياحة مُجرّد طقسٍ لطيف أو مناخٍ فريد أو بَحرٍ أو جبال، فالسياحةُ ورشةٌ لبنانية كبرى تشمل قطاعات لا حصر لَها، ذاتَ قدرةٍ تشغيلية لنحو عشرة آلاف مؤسسة سياحية، منها الفنادق والمطاعم والمقاهي والشقق المفروشة ومَحالّ المجوهرات والتجميل ومؤسسات السياحة الصحية والطبية والاستشفائية والسياحة الأثرية والتاريخية والطبيعية والبيئية والدينية، وشركات تأجير السيارات وحركة العقارات، والكثير سواها، ما يشمل نَحو 55 ألف فرصة عمل وكتلةٍ نقديةٍ كبيرةٍ حصيلةِ الإنفاق السياحي، خصوصاً بعدما ورد في تقرير الضريبة المضافة أن الإنفاق السياحي ذو مردود كبير جداً على الخزينة اللبنانية.
كلُّ هذا، وسواه، تستطيعه السياحة، حين تدور حركتُها بِمجيء السياح والزوّار، إلى جانب اللبنانيين المنتشرين في العالم، إلى اللبنانيين العاملين في الخليج والدول المحيطة، مَنْ يأتون صيفاً لتمضية بعضٍ من الصيف في كل لبنان.
وعلى مدىً متوسط، تستطيعُ السياحة الكثيرَ بعد، حين يُجمع اللبنانيون في لبنان وفي العالم، ويُجمع أصدقاءُ لبنان العربُ وأصدقاؤُه في العالم، على التصويت لِمغارة جعيتا، في المسابقة العالَمية الجارية حالياً لاختيار “العجائب الطبيعية السبع في العالم”.
فلْتَنْهمرْ على الموقع الإلكتروني (www.new7wonders.com) مئاتُ آلاف الأصوات من لبنان ومن العالم، حتى إذا خرجَت مغارة جعيتا واحدةً من “العجائب السبع الجديدة” في العالم، عادت السياحة في لبنان تشتعل من جديد، ليستقطبَ لبنان إليه آلاف الآلاف من الزوار يؤمّون لبنان ليستطلعوا هذه التي خرجَت بين السبع العجائب في العالَم، فيزوروا الأعجوبة الطبيعية الفريدة الخالدة عندنا في مغارة جعيتا، ويكونون بذلك حرّكوا، أكثر فأكثر، قطاعَ السياحة الذي، بِمؤسساته التي ذكرناها والكثير سواها، قادرٌ على أن يكون ذا مردودٍ كبيرٍ جداً على الخزينة اللبنانية، فتكون وزارة السياحة فعلاً إحدى أكبر الوزارات في لبنان.
هؤلاء الذين يتسابقون اليوم على “قالب الجبنة” الحكومي ويتناتَشون الحقائب، هل بينهم مُنْتَبِهٌ إلى هذه الوزارة السيادية الخدماتية الكبرى التي اسمها: وزارة السياحة؟