هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

704: فليكن كلُّ مواطن ميشال سليمان

الحلقة 704: فليكن كلُّ مواطن ميشال سليمان
لـيوم الأحد 25 أيار 2008

اليومَ يومُ انتخابه. وغداً ينتقل من قيادته عسكرياً جيشَ لبنان إلى قيادته لبنان مدنياً وقائداً أعلى لقوّاته المسلَّحة.
هلّل الجميع له. جميع المناطق هتفت للخلاص يأتيها مِمّن تَوافَقَ عليه الجميع.
والمعنيّون بانتخابه انتخَبُوهُ في تصاريحهم أَشهراً قبل أن يَجتمعوا اليوم لينتخبوه في ساحة النجمة بعدما أفلتت من قيدِها إشارةٌ جاءَتْهم من هنا أو هناك أو هنالك فأفلتت من قيدِها أشهُرُ يأْسٍ مالِحةٌ ذاقَها بسببهم شعبُ لبنان وبلغ شفير الخطر الأكبر.
هل يكفي كلُّ هذا، ليكون ميشال سليمان مُخَلِّصَ شعبِ لبنان من شفير الخطر؟ أيكفي أن يُسقِط النوّاب اسْمَهُ في صندوقة الاقتراع مُسَلِّمينَهُ قيادةَ لُبنان، حتى تكون له قيادة لبنان إلى الخلاص؟
هل يكفي أن تبتهِجَ به الْمُدُن والقُرى والواحاتُ والساحاتُ حتى تكون له مسؤوليةُ نَهضة لبنان؟
هل يكفي أن يُهلِّلَ له الشعبُ بِجميع مواطنيه فيكتبوا له اليافطات ويعلّقوا صوَرَهُ ويكتبوا له قصائد المدح ومقالات التعظيم وكلمات المبايعة على المنابر، حتى يكون له اجتراح الأعاجيب لشعب لبنان؟
حتماً لا. فَهذا كلُّه، لو حصل، ليس سوى مظهرِ اليوم الأول، مشهدِ الفرحة الأُولى، صدى الانفعال الأول، بَهجةِ خلاصِ لبنان من نار الأيام الأخيرة إلى نور الأيام الآتية.
طبعاً كلُّ هذا لا يكفي. ما المطلوبُ إذاً؟
المطلوبُ أن يكون كلُّ مواطنٍ ميشال سليمان. فما الذي يستطيعه، لوحده، رئيس الجمهورية؟
المطلوبُ أن يكون كلُّ مواطنٍ مسؤولاً بقدْر المسؤولية التي يلقيها كلُّ مواطنٍ على ميشال سليمان.
أوكلوا إليه القرار؟ يا حكمةَ مَن اختاروا لِهذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان. ولكن… عليهم أن يَختاروا أيضاً أن يكونوا حَدَّه – لا أمامه صاغرين زاحفين مستزلِمين، ولا وراءه مُهلّلين مُعيِّشين مستسلمين – بل حَدَّهُ، تَماماً حَدَّه، وكلُّ واحدٍ -في حيثما هو- فليُمْسِك بنهضة لبنان في مسؤولية الْمُواطَنَة الصالِحة التي تُسلس للرئيس القرار لكنها تعمل فوراً على تفعيل القرار.
الرئيس ينجح في القيادة حين يكون كلُّ مواطن في الشعب شريكاً في المسؤولية والمواطَنَة والمواطِنِيّة فيقومُ كلُّ مواطنٍ بواجبه قبل أن يطالب بِحقوقه ويكون كلُّ الشعب شريكاً في قيادةٍ يُديرُها رئيس الجمهورية.
عندها يقوى رئيس الجمهورية بشعبه، لا أن يَقْعُدَ الشعب عن دوره ويتَّكلَ على الرئيس أن يقوم بكل دور.
من يُحبُّ ميشال سليمان، فليبْدأْ منذ اليوم بأن يكون مسؤولاً قدْرَما ميشال سليمان مسؤول.
ومن يُحبُّ لبنان، فلْيبْدأْ منذ اليوم أن يكون في خدمةِ ما يَجعل لبنان وطن السلام والريادة والنظام والانضباط والمسؤولية التي تَجعل كلَّ مواطنٍ يتصرف كأنه أبو الدولة وابنُها في آن.
مع هذا اليوم الأول من العهد الجديد، فَلْيَكُنْ كلُّ مواطنٍ ميشال سليمان حتى يستحقّ أن يكون ابناً للبنان الجديد، ويستحقَّ أن يُنْقِذَهُ، من صُداعِ بلاده، الرئيسُ العماد ميشال سليمان.