هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

690: فلنتعلّم من الصين ولو بدون ألعاب أولمبية!!!

الحلقة 690: فلنتعلّم من الصين ولو بدون ألعاب أولمبية!!!
(الأربعاء 2 نيسان 2008)

صباح الإثنين، أمس الأول، صدرت صحيفة “الصين اليوم” (China Today)، وفي صدر صفحتها الأُولى خبر بارزٌ ضمن إطار، يُفيد أنّ الحكومة الصينية اتَّخذت قراراً صارماً يبدأُ تنفيذُهُ صباح الخميس أول أيار (بعد شهر تَماماً) بتطبيق منع التدخين في الأماكن العامة، إنفاذاً لِما كانت الصين تعهَّدت به للقبول بِها مستضيفةً الألعابَ الأولِمپية هذا الصيف.
وما إن انتشر خبر هذا القرار، قبل أسابيع في الأوساط الصينية، حتى بادرت نحو مئة وخمسين مدينة صينية إلى تطبيق القرار، فمنعت التدخين في أماكنها العامة، وهي ظاهرةٌ لافتةٌ للصين التي كان التدخين فيها على درجة عاليةٍ من التلوُّث البيئي.
وبدأت التحضيرات الصارمة لتطبيق القرار في العاصمة الصينية، حتى تكون أجواء پكّين خلال هذا الصيف نقيَّةً نظيفةً صالِحةً لاستقبال الألعاب الأولِمپية التي ستستقطب مئات الآلاف من السيَّاح والزوار، وفي هذا ما فيه من مردودٍ سياحيٍّ واقتصاديٍّ على خزينة هذه الدولة الكبرى التي، بمنعها التدخين في الأماكن العامة، تسهم في تنقية البيئة من هذا السرطان الوقح الذي هو نيكوتين الدخان المتصاعد من أفواه المدخِّنين الملوَّثة ومناخيرهم الملوَّثة.
وفي توضيح رسمي من السلطات في الصين، أنَّها، بعبارة “الأماكن العامة”، ستمنع التدخين في جميع المطاعم والحانات ومقاهي الإنترنت والفنادق والمكاتب والمنتجعات وداخل جميع المنشآت الرياضية.
بعد هذا التكرار الذي أخذنا نتابعه من العالم، وآخره منعُ فرنسا التدخينَ في جميع الأماكن العامة في كلِّ فرنسا بدءاً من أول يوم من هذا العام 2008 (وكم سمعنا ارتياح الناس في فرنسا لتطبيق هذا القرار)، وبعدما بدأت هذه الظاهرة تتوسَّع في العالم، فتنقى أجواءُ مدنٍ كثيرةٍ وعواصمَ كثيرةٍ وبلدانٍ كثيرةٍ من نيكوتين أفواه المدخنين ومناخيرهم، نتساءل: متى نشهد في مُجتمعنا اللبناني هذه الظاهرة التي تُعفي رئات الناس من تلوُّث الدخان والتدخين وأفواه المدخنين ومناخيرهم، وتوفِّر على الناس إصابتَهم بأمراضٍ عارضةٍ أو جانبيةٍ أو مباشِرة، ولو هم غيرُ مدخّنين، بسبب تعرُّضِهم لأجواء مطاعمَ وفنادقَ وصالوناتٍ وغرفٍ تَعُجُّ بالدخان القاتل المقرف المتصاعد من أفواه المدخنين ومناخيرهم.
ويا تعاسة مُجتمعٍ مُلَوَّثٍ، كما عندنا، تَخنقه أجواء الموت المتصاعد من أفواه المدخِّنين ومناخيرهم.