هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

615: بيروت الكتاب… فينقية العالم

الحلقة 615: بيروت الكتاب… فينيقة العالَم
(الأربعاء 11 تموز 2007)

… وبعد عشر سنوات على عرسها العالمي عاصمةً ثقافية للعالم العربي سنة 1999، ستعود بيروت عروساً عالمية من جديد سنة 2009 عاصمة دولية للكتاب.
الخبر جاءنا من أعلى هيئة ثقافية رسمية في العالم هي منظمة الأونسكو، والتفصيل جاءنا ظهر أمس الثلثاء من أعلى هيئة ثقافية رسمية في لبنان: وزارة الثقافة بوزيرها الدكتور طارق متري، ومن أعلى سلطة محلية: بلدية بيروت ومجلسها البلدي.
ها نحن من جديد، على خارطة العالم الثقافية، يعني النقية، يعني هُوية لبنان الحضارية، وهي الْهُوية الحقيقية التي تعلو على الآنيات والعوابر، وتسمو على وجه سياسي ملطخ أوقع بيروتَ فيه ولبنانَ سياسيون كيديون شخصانيون جعلوا من بيروت عاصمة للتجاذب السياسي وسباق الشوارع المعتصمة والمتظاهرة، وسببوا أن تكون بيروت مدينةَ رعب وخوف وانفجارات ومآتم ومآسٍ وشهداء، وجعلوا أن تكون بيروت مدينةً يتجنبها السيّاح، ويطير من أعشاشها أبناؤها الى فضاءات أكثر أمناً وأماناً.
2009: بيروت عاصمة عالمية للكتاب. بيروت التي حسرت عن صدرها قبل خمس عشرة سنة، فبان قلبُها التاريخي العريق، وكانت عاصمة ثقافية للعالم العربي قبل عشر سنوات، أصبحت في السنتين الأخيرتين عاصمةً يتناتشها سياسيون يُحوّلونها منابر سياسيةً وفئويةً وحزبيةً وكيديةً ونكاياتيةً وعناديةًً لهم ولمن وراءهم في لبنان وخارج لبنان.
2009: بيروت عاصمة عالمية للكتاب، ولْتَعُد بيروت الى العالم، كما كانت وكما تكون دوماً، عاصمة الكتاب والنشر والمطبعة والثقافة والمهرجانات الأدبية والفكرية، بيروت التي لم تكن تكتمل أحلام شاعر أو فنان في دول العرب، إلاّ إذا طبع كتابه في بيروت، أو أقام معرضه في بيروت، أو وقف على منبر بيروت، أو كتبت عنه صحافة بيروت.
بيروت 2009: هي بيروت حلم العرب أجمعين، ستكون عاصمة العالم الكتابي والفكري والثقافي ليعرفَ مَن لم يعرف في العالم بعد، أن بيروت، بيروتَنا الغالية، هي بيروت أمُّ الشرائع، وأمُّ الكتاب، وهي هي بيروت ست الدنيا، وهي هي بيروت الحلم السحر اللغز الذي يراود كل مبدع عربي وعالمي.
بيروت 2009: بيروت العالمية الرائعة، بيروت الحبيبة الرائعة، هي نفسها بيروت التي هدمها زلزال سنة 555 وقامت من رمادها ودمارها، وهي نفسُها بيروت التي تعاقبت عليها الحضارات والدول والحرائق والحروب وقامت من رمادها ودمارها، وهي نفسها بيروت التي حوّلتها حرب 1975 رماداً ودماراً وعادت فينيقةً تقوم من رمادها الجاهلي الى رَوادها الحضاري، ومن دمارها الذليل الى عمارها الجميل، ومن كيديات سياسيين فيها الى مرويات مبدعين فيها وفي كل لبنان، كلما وقعت بين أشواك السياسيين أعادها مبدعوها الخلاَّقون سوسنة المتوسط ولؤلؤة الشرق.
بيروت 2009: عاصمة عالمية للكتاب؟ يا بعض سياسيين في لبنان أميين في عبقرية لبنان، تعلَّموا من عاصمتكم العالمية للكتاب، كيف تقرأُون في كتابها عنوان الوفاء للبنان العبقري، لعلكم بذلك تستاهلون أن تكونوا ممثلين حقيقيين للمبدعين الخلاقين في شعب لبنان العبقري.