هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

564: قبل أن ينهدم البيت على أهل البيت

الحلقة 564: قبل أن ينهدم البيت على أهل البيت
(الأربعاء 10 كانون الثاني 2007)

يَسأل اللبنانيون في الخارج: ما الذي يجري عندنا في هذا الداخل المجنون؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج: ما هذا الجنون الذي يجري عندنا في هذا الداخل الذي لم يُشْفَ بعدُ من جَلاَّديه اليوضاسيين؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج: ما الذي يبقى للموالاة والمعارضة من البيت إذا انهدم سقف البيت على كل مَن في البيت؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج: ما الذي يبقى للقادة والسياسيين والزعماء والرؤساء، والوزراء المعتكفين والمستقيلين والمزاولين، والنواب الساكتين والمصرِّحين، وسائر ليستة العباقرة السياسيين، من السفينة إذا غرقت بهم جميعهم السفينة؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج: من هو هذا الشَّمشُوم الذي قرّر أن يهدُم الهيكل على جميع مَن فيه وهو يصرخ بشخصانية مجنونة: “عليَّ وعلى أعدائي يا رب”؟ ومن هُم أعداء مَن في هذا الوطنِ المعذَّبِ المصلوب شعبه على عناد سياسييه المتوتّرين الموتورين الموَتَّرين الموَتِّرين؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج: من هو هذا العبدُالله الصغير الذي انتهَت عند ضعفه وخيانته سيرةُ الأندلس ومعه سلالةُ بني الأحمر وراح يبكي الأندلس الضائعة من بين يديه والمنهارة أمامه ولم يجد من يعزيه سوى أمه التي بادرته بكل قسوة: “إبكِ مثلَ النساء مُلْكاً لم تعرف أن تحافظ عليه مثلَ الرجال”.
يَسأل اللبنانيون في الخارج: أإلى هذه النهاية الأندلسية المأساوية الفاجعية الكارثية التاريخية العاريّة يريد بنو الأحمر الجُدد في لبنان أن يوصلوا لبنان؟ أإلى أن يقول العالم: يا ضيعان لبنان، لم يعرف ساسته أن يحافظوا عليه فاقتتلوا كملوك الطوائف في الأندلس، وضاع لبنان كما ضاعت الأندلس؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج: أَمِنَ الضروريِّ التذكيرُ دوماً بضَياع الأندلس وخراب فلسطين كي يتذكر أولياء الأمر من بيت بو سياسة في لبنان ألاّ يواصلوا هذا الجنون لأنهم واصلون إلى شفير ضياع لبنان؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج: ألا يدرك ساسة الداخل عندنا كم الخارج ينظر إليهم بشفقة وحزن وشماتة وتشَفٍّ، وبدأ يظنُّ أنّهم غير جديرين بحكم لبنان وبقيادة شعب لبنان وبتسلُّم مستقبل لبنان وشباب لبنان وأهل لبنان؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج: لماذا الذي يريدون أن يبنوا دولة في لبنان يواجههم أبالسة الشر من يوضاسيّي الداخل وفريسيّي الخارج ليَحُولوا بينهم وبين بناء دولة قوية متينة تستعيد الاقتصاد المنهار وتُعيد ثقة العالم ببنية لبنان المالية والتجارية والسياحية والمصرفية والاستثمارية كما كانت من قبل؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج: هذا الولد الذي يتجاذبه كلٌّ من جهة حتى خطر انقسامه وانشطاره وتوَزُّعِهِ أشلاء على غربان المنطقة، ألا يدرك المتجاذبون أطرافَه أنهم سيصبحون أطرافاً عند أسيادهم حين سيُصبحون في وطن بلا قلب ولا عقل ولا أطراف؟
يَسأل اللبنانيون في الخارج أسئلةً كثيرة، ولا جواب عندهم إلاّ واحداً: اللعنة.