هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

560: هذا ما سيكتشفه الشعب اللبناني

الحلقة 560 : هذا ما سيكتشفه الشعب اللبناني
(الأربعاء 27 كانون الأول 2006)

يتساءل اللبناني في الخارج: حفَلَت كلمات رجال الدين المسؤولين خلال فترة الأعياد، وتحفِل في الأعياد المقبلة لليومين المقبلين، بالدعوات إلى التفاهم والتفاوض والتلاقي والحوار، فتلتقي الأديانُ في لبنان والمذاهبُ والطوائفُ على قاعدة واحدة، فكيف إذاً يُحكى عن فروقات وانشعابات في حركةٍ يُخشى من انحرافها إلى أخطار مذهبية وطائفية؟
ويتساءل اللبناني في الخارج: حفَلَت كلمات السياسيين المسؤولين خلال فترة الأعياد، وتحفِل في الأعياد المقبلة لليومين المقبلين، بالدعوات إلى التفاهم والتفاوض والتلاقي والحوار، فتلتقي التيارات الحزبية والسياسية من هنا وهناك وهنالك على قاعدة واحدة، فكيف إذاً يُحكى عن فروقات وانشعابات في حركة يُخشى من انحرافها إلى أخطارِ تصعيدٍ في الشارع وتفاقمِ الوضع على الأرض من قَطْع طرقاتٍ واقتحامِ المؤسسات الرسمية وتوسيعِ الاعتصام في ساحات العاصمة، مع ما يسبِّبُ هذا الاعتصامُ من خرابٍ هَلَعَت له بلدية بيروت برفع الصوت على ما سينجم بعد الاعتصام من أضرار في البُنية التحتية للعاصمة؟
ويتساءل اللبناني في الخارج: إذا كان جميع المتخاصمين متفقين على المحكمة الدولية و1701 و1559 وحكومةِ الوَحدة الوطنية، فعلامَ إذاً هم مُختلفون ومتخاصمون ومُتمترسون وراء جماهير الشعب المهيِّصة المعيِّشة باليافطات والشعارات والشعائر مرةً هنا ومرةً هناك ومرة هنالك، جماهير يُخاطبهم المسؤولون مرةً من بينهم ومرات عبر الشاشات الكبرى والهواتف الملعلعة؟
أسئلة كثيرة يطرحها اللبنانيون في الخارج كي يَفهموا، وهُم لا يَفهمون ما يجري وكيف يجري ولماذا يجري والى متى يجري، وفي النهاية، كما تشير المؤشرات، وَعدٌ بحلول واتصالات ومفاوضات بعد الأعياد لوضع سكة مشتركة يسير عليها الوطن صوب فجر الخلاص، فيتلاقى السياسيون المتباعدون، ويجتمعون، ويتحاورون، ويتصوَّرون وهم يبتسمون، والمشلوحون في الساحات إلى بيوتهم يعودون وهم يتساءلون: لماذا اعتصمنا؟ لمن اعتصمنا؟ مِن أجل مَن وماذا تظاهَرْنا ونِمنا في الهواء والعراء والبرد وتحت المطر، وها هم اجتمعوا فوق وتصالحوا، وكنا نحن ضحايا الاعتصام في الشوارع والساحات، وعُدنا مثلما جئنا، حقوقُهم هم وصلَت لا حقوقنا، مصالحُهُم هم تأمنت لا مصالحنا، وبنا وبدوننا سيعود الوطن معهم إلى مسيرته العادية.
هكذا يسأل اللبنانيون في الخارج، وهكذا سيتساءل المعتصمون في الداخل، وفي النهاية تبقى المسؤولية على من سببوا كل هذه الحالة لعلَّهم يرعَوُون عن استخدام أكتاف الناس كي يصلوا، ودروعِ الناس البشرية كي يتقاتلوا، ولْيفهموا أن شعب لبنان الحقيقي ليس القلة التي هرعت إلى الشوارع والساحات، بل هي الأكثريةُ المؤلفة مِمّن ظلوا في بيوتهم لأنهم فقدوا الثقة بالذين قادوا البلاد إلى هذا الحالة، والحل الوحيد، -في رأي الشعب اللبناني-: لا أن يعود المعتصمون إلى بيوتهم، بل أن يعود إلى بيوتهم معظمُ الذين اكتشف الشعب اللبناني أنهم لا يستحقون أن يكونوا قادة ولا زعماء.