هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

517: تحية إلى زملائنا في الصحافة والإعلام

الحلقة 517: تحية إلى زملائنا في الصحافة والإعلام
(الأحد 23 تموز 2006)

حين كنا، قبل سنوات، نتابع يومياً وقائع المعارك في حرب إيران/العراق، ثم في أفغانستان ثم في العراق، ونتابع المراسلين العالميين في أرض المعركة يغامرون ويُحاذون الخطر ويسقط منهم شهداء ويسقط منهم جرحى ومعاقون ومشوّهون، كنا نُكبِر فيهم اندفاعَهم باسم المهنة والضمير المهني والرسالة الصحافية والإعلامية، ونرنو إليهم بإعجاب كبير.
غير أننا اليوم، بعد الذي يجري عندنا، نتطلّع إلى زملائنا وزميلاتنا فنَكبُر بهم لا أقلّ مما كنا نرى ينجزه المراسلون العالميون في الحروب السابقة. فها صبايانا وشبابنا الإعلاميون اللبنانيون منتشرون على أرض الخطر، يحملون الكاميرا، يحملون الميكروفون، يحملون الأوراق والأقلام، ويكتبون، يصوّرون، ينقلون، يذيعون، رؤوسُهم معرّضةٌ للخطر والقصف والموت كلَّ لحظة، وهُم في المواقع المتقدّمة على الجبَهات، في الخطوط الساخنة ذات الخطر، ينامون في ظروف صعبة، إذا ناموا، يتنقَّلون بين قذيفة وقذيفة، بين صاروخ وصاروخ، بين موت وموت، كي يَنقُلوا بالصورة والصوت لمشاهديهم ومستمعيهم لحظةً بلحظةٍ ما يَجري، كلَّ ما يَجري، حينما يَجري، أينما يَجري، فيتسنّى للمشاهدين والمستمعين والقرَّاء حيثُ هم هانئون أو آمنون، أن يتابعوا وقائع هذا الزلزال الرهيب عبر كاميرا تلفزيون، أو كاميرا مصور صحافي، أو ميكروفون مذيع.
وهذا ما يَجعل المشاهدين مسمّرين أمام شاشات تلفزيوناتهم، والمستمعين مشدودين إلى إذاعة “صوت لبنان” التي باتت حاجةً رديفةَ الخبز والماء والنور للُّبنانيين، لأن فلاشات “صوت لبنان”، طوال دقائق الليل والنهار، أصبحت أسرع من العين في التقاط الحدث ونقلِه إلى المستمعين.
كلُّ هذا بفضل الزملاء والزميلات الساهرين في الستوديوات، والجاهزين في أرض الخطر، والمتنقلين في الخارج والمتلقِّفين في الداخل صبايا رائعاتٍ وشباباً رائعين سجّلوا بضميرهم المهني واحترافيَّتِهم العالية شهاداتٍ يباهي بها الإعلامُ اللبناني إعلامَ العالم، ويجعل صبايانا وشبابنا الإعلاميات والإعلاميين في لبنان لا أقلّ مستوىً عالمياً من أي إعلامي أو إعلامية في العالم.
فالتحية إلى كل زميلٍ وزميلةٍ في الإذاعة، في التلفزيون، في الصحف، في المجلات، في وكالات الأنباء، ينقُلون أخبار الخطر وهم بين أشداق الخطر، ويُبعِدون عن المواطن الموت وهُم بين فكّي الموت.
التحية لهم، هؤلاءِ الرائعين والرائعات، أمام كلّ كاميرا، وراء كلّ ميكروفون، يواجهون الخطر ليأمنَ المواطنون من الخطر، ويكونَ الإعلام اللبناني، كعادته، منارةً لبنانية إلى العالم، لا تطفئها قذيفةٌ وليس يدمِّرُها صاروخ.