هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

503: حزم الدولة لا يكون بالمناشير

الحلقة 503: حزمُ الدولة لا يكون بالمناشير
(الأحد 4 حزيران 2006)

طالعَنا هذا الأُسبوع، على بعض النواصي والمفارق في العاصمة، رجالُ الأمن الداخلي يوزعون على السائقين منشوراً عنوانه: “إرشادات التجاوُز”، يتضمن إرشاداتٍ للتجاوُز الآمِن ومَحاذيرِ التجاوز الخاطئ، وسوءِ تقدير السرعة والمسافة، وشرحَ حالاتٍ لا يجوز فيها التجاوُز، ونصائحَ عامةً لكيفية التجاوُز.
أوّلاً : مشكورةٌ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على بادرتها في محاولة توعية المواطنين.
ثانياً : بدت محتويات المنشور ساذجةً بدائية للمتنوّرين، لكنها ضروريةٌ لجيل جديد أرعن من سائقين يقودون سياراتهم بقلة أخلاق وقلة ذوق وقلة تربية.
ثالثاً : أصبحت هذه المناشير بدائيةً وضئيلةً وبطيئة، من حيثُ عدد متلقّيها وقارئيها أو من يحتفظ بها، بإزاء ملايين لا تُحصى من مشاهدي التلفزيون يكون أفعلَ فيهم بثُّ أفلامٍ صادمةٍ ذاتِ مشاهد حقيقية أو مُصَنَّعة لحوادث سير مرعبة، سببُها التجاوز الخاطئ أو رعونة القيادة.
رابعاً : أفضلُ كثيراً للدولة أن تُنتِجَ فيديو كليباتٍ تلفزيونيةً توعويةً على مخاطر السرعة والتجاوز وارتكاب مخالفات السير والقيادة، تبُثُّها الشاشات عندنا في فترات المشاهدة القصوى. فلعلّ أثرها يكون أبلغ وأقوى وأسرع وأفعل من منشور ضئيلٍ يوزّعه شرطيٌّ على قارعة الطريق وليس بالضرورة أن يقرأَه كل من يأخذه.
خامساً وأخيراً: إن لَجْمَ رعونة السائقين عندنا لا يُحققه إلاّ اثنان: فيلم فيديو كليب مؤثِّرٌ حاسم، وشرطيُّ سيرٍ واعٍ حازم، ينظم محضر ضبطٍ موجعاً بكل سائق أرعن، وإلاّ فعبثاً توزِّعين مناشيرك والكتيّبات، يا دولةً يقلُّ فيها الحزم وتكثر فيها المناشير واليافطات.