هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

491: أسئلة ساذجة بين جونيه وبيروت

الحلقة 491: أسئلة ساذجة بين جونيه وبيروت
(الأحد 23 نيسان 2006)

وصلَت بيروت منهكةً فاستقلّها خطيبها اللبناني من المطار إلى الفندقِ ترتاح من عناء رحلتها الطويلة إلى لبنان.
وفي اليوم التالي أراد أن يبدأ لها جولةً في أرجاء البلد الذي كم كان يحكي لها عنه في بلادها مشوّقاً إياها المجيء إلى لبنان.
انطلق بها من الفندق في منطقة كازينو لبنان، واستعدّ ليشرح لها فتنشرح. ولم يكد يفتح فاه كي يفتح الشرح، حتى سألته: “ما هذه الطريق المحفرة المقببة المليئة تشققاتٍ وريغاراتٍ وحفراً موزاييكية كثيرة. هل طريق مؤقتة والأوتوستراد الفعلي في مكانٍ آخر يخضع للتأهيل؟”. فاجأه السؤال فأخذ يستعد لجوابٍ ما حين سألته: “وهذه السيارة التي تنفث دخاناً أَسودَ قاتلاً توزعه خلفها وفوقها وحولها، كيف وصلت إلى هنا ولم يوقفها شرطي السير”؟ وارتبك مجدداً حين سألته: “وهذا السائق يسير زيكزاكياً بين السيارات بهذه السرعة المجنونة، ألا يعرف أن القانون يمنعه من التصرُّف بهذا الشكل الخطِر عليه وعلى السائقين المحيطين”؟ وأعقبت سؤالها بسؤال آخَر: “وهؤلاء السائقون يقودون بدون حزام أمان… ألا يحرّم قانون السير عندكم القيادة بدون حزام أمان”؟ وهذا الشرطي يأكل السندويش ويدخن عند طرف الطريق تاركاً السير أمامه بدون رقابة، أليس من رقيب عليه، ولماذا هو في دوامه ولا يقوم بوظيفته؟”، وسألَت: “وهذه الإشارة الكهربائية هنا، لماذا لا يتقيَّد بها السائقون ويكملون عبورهم على الضوء الأحمر بكل وقاحة؟”، وسألت: “وهذه السيدة تتكلم بالخلوي وتمر أمام شرطي السير ولا يوقفها وهي تكمل الحديث وبدون حزام أمان”؟ وسألت: “كيف يعمل هؤلاء العمال على هذا الطريق المكتظّ ولا يحوّل المسؤولون السير إلى طريق آخَر كي لا يختنق السير في نقطة واحدة من دون تنبيه مسبق فيتأخر الناس على أعمالهم، أليس للوقت قيمة هنا واحترام لأوقات الناس”؟
وقبل أن تكمل هذا الشلال من الأسئلة في الطريق بين جونيه وبيروت، انتبهت إلى أن خطيبها يرفع قليلاً صوت راديو السيارة. سألته عن هذه الأُغنية التي يأنس لها ولا يجيبها عن أسئلتها، فترجم لها كلمات الأُغنية التي هي: “لبنان يا قطعة سما… عَ الأرض تاني ما إلا… تحت السما ما فيه متل لبنان… لبنان أحلى وج… أعلى جبين”.