هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

488: هيبة الدولة لا تكون بالرسائل الخلوية

الحلقة 488: هيبة الدولة لا تكون بالرسائل الخلوية
(الأربعاء 12 نيسان 2006)

فرحنا كثيراً بالحملة التي تقوم بها الدولة عبر وزارة الداخلية بنشرها تعليماتٍ وتوجيهاتٍ وإرشاداتٍ وتنبيهاتٍ واضحةً على اللوحات الإعلانية الكبرى وعلى شاشات التلفزيون وعلى شاشات الأجهزة الخلوية، وأبرزُها التنبيه لوضع حزام الأمان عند القيادة، وعدم استعمال الهاتف الخلوي.
كثيراً فرِحنا، وخِلنا أن حزم الدولة بدأ من الشاشات التلفزيونية واللافتات الإعلانية، أملاً بأن يتمّ على الأرض تطبيق القانون فيرعوي المخالفون. لكننا لم نرَ حتى الآن حزماً في التطبيق على الأرض، عدا حواجز مفاجئة لرجال الأمن الداخلي، سرعان ما يضع المخالف حزامه قبل بلوغه الحاجز أو ينْزَعُ من يده هاتفَه الخلوي، فيصل إلى الحاجز غير مخالف.
المطلوب لا حواجز مفاجئة بل توقيف مفاجئ عند منعطف أو لفتة أو طريق مكشوف، حين يكون المخالف مسترسلاً بالحديث على الهاتف الخلوي، أو مسترسلاً إلى سرعة السيارة من دون حزام الأمان، ويراه الشرطي فيوقفه إلى جانب الطريق قبل أن يرمي المخالف هاتفه الخلوي أو قبل أن يضع حزام الأمان عند رؤيته الشرطي.
أما أن نظل في مرحلة التنظير الشفوي من بعيد، بالرسائل الخلوية، أو بالبيانات التلفزيونية، فالسائق اللبناني نما على المخالفة وخرج من الحرب بفوضى لا تزال في دماغه حتى اليوم، ولن ينْزعها إلاّ الحزم والحسم القاسيان بمحاضر ضبط موجعة تجعل المخالف لا يعود يخالف.
نعرف أن شعبنا بكامله في حاجة إلى إعادة تأهيل مدنية ومدينية، إنما إعادة التأهيل تبدأ بتأهيل من يضبطون عدم التأهيل، وهم رجال شرطة السير على الطرقات، فليكونوا حازمين ذوي رهبة تفرض هيبة الدولة، حتى يرعوي الرعناء والمخالفون، ويستعيدوا أيام آبائهم حين كان شاويش واحد في الضيعة يُرهب كل الضيعة، وشرطيُّ سيرٍ واحدٌ على الطريق يُخيف السائقين من المخالفة على كل الطريق.