هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

456: زمان الغضب والتغير

الحلقة 456: زمان الغضب والتغيُّر
(الأربعاء 21 كانون الأول 2005)

متى يكونُ الغضب؟ وكيف يكون؟ وما درجات الغضب؟ وهل له أصلاً درجات؟
بعد خمسة عشر اغتيالاً ومحاولة اغتيال، أية درجةٍ من الغضب يجب أن تجتاحنا أو نجتاحها ونمضي؟
الغفران؟ التسامُح؟ اللاثأر؟ اللاانتقام؟ مبادئ عظيمةٌ كي لا نغالب الشرَّ بالشر، لكنها لا تَحول دون الغضب.
حتى الذي قال “مَن ضربك على خدِّك الأيمن أدِر له الأيسر”، قال أيضاً “إغضب ولا تُبغِضْ”. إذاً ترك هامشاً للغضب عند انفجار الصبر والذهول والحيرة القاتلة.
حتى الذي قال: “أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون” أمسك بكرباجه ودخل الهيكل صارخاً بغضب “بيتي بيت الصلاة وانتم جعلتموه مغارة للّصوص”. إذاً ترك لنا، على طريقته ومثاله، هامشاً للغضب وامتشاق الكرباج وأن ننهال به على مَن حوّلوا وطننا مغارة للسمسرة وتجارة الموت وبيع الأحرار للسيارات المفخخة.
حتى الذي قال لتلامذته “أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم” كان يعرف أن سيكون بين تلامذته يوضاس.
هنا نحن، هنا، وهو هذا من سنظل نعاند حتى نكشِف عن وجه قناعه: يوضاس.
هذا هو الذي لن نرتاح حتى نكتشفه ونكشِف سلالته وعملاءه والمستنسخين من صلبه.
بلى: لن يرتاح لبنان حتى يكشِفَ جميع الإسخريوطيِّين.
يا وطني العظيم، لن نستحقَّك وطننا العظيم حتى ننقِّي قمحنا من زؤان الخيانة، وشعبَك من أحفاد يوضاس، وأرضك من بساتين زيتون يقصدها مَن يسلمونك بقبلة لقاء ثلاثين من الفضّة.
بلى: واسمح لنا، يا وطننا العظيم، ولو لفترة، أن ننتقل من زمان التسامُح الطوباويّ، إلى زمان الغضَب والتغيُّر.