هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

454: دعوة المدارس للخروج من المدارس

الحلقة 454: دعوة المدارس للخروج من المدارس
(الأربعاء 7 كانون الأول 2005)

تَزخَر بيروت، هذه الأيام، بأنشطةٍ ثقافية مهمةٍ جديرةٍ باهتمام الجمهور العام، وجديرةٍ، على الأخصّ، باهتمام جيلنا الجديد. فبعد معرض الكتاب الفرنسي، وما رافقه من أنشطة مصاحبةٍ بين مُحاضراتٍ وندواتٍ ولقاءاتٍ مع مؤلفين فرنسيين وفرنكوفونيين، نحن عشية افتتاح المعرض التاسع والأربعين للكتاب العربي بعد غدٍ الجمعة، مع ما سوف يصاحبه من أنشطة ولقاءاتٍ مع مؤلفين، وغداً الخميس افتتاح بيينال الأطفال الدولي في قصر الأونسكو بمشاركة عدد من الدول العربية والأجنبية، وهو معرض مهمٌّ جداً تتولاَّه وزارة الثقافة في بادرة فريدةٍ ذات أهميةٍ عالية للبنان وجمهور لبنان الثقافي.
لماذا تركيزيَ اليوم على جيلنا الجديد في متابعة هذه الأنشطة؟ لأنَّ لبنان الثقافي يبنى اليوم مع جيل الغد، ولأن الحاجة مُلحَّة أن تَخرج المدارس من صفوف المدارس إلى أروقة المعارض وصالات المحاضرات وقاعات الندوات واللقاءات مع أعلام يقرأ عنهم التلامذة في الكتب أو يسمعون أسماءهم من معلميهم، وهذه فرصة لالتقائهم وسماعهم وربما للحوار المباشر معهم، وفي هذا ما فيه من تفتُّحٍ لذائقتهم الثقافية وذكرياتهم المقبلة من حياتهم بعد المدرسة.
صحيحٌ أن هذه مهمةُ العائلة أولاً، لكنّ المدرسة التي تَخرج من المدرسة تؤمّن لتلامذتها أفقاً أوسع لثقافتهم النظرية والمدنية والبيئية والفنية والمواطنية، وهو ما لا يمكن أن تقدمه لهم قاعة الصف مهما تطورت فيها وسائل الإيضاح.
وإذا في البرامج التربوية الحالية لَحظُ النشاطات اللاصفية، فأجدرُ بإدارات المدارس تفعيلُ البرامج اللاصفية باصطحاب تلامذتها ميدانياً إلى الأنشطة الثقافية حيث هي، فيتعرف التلامذة إلى دائرة أوسعَ من حدود الصف وملعب المدرسة ويكتشفون دينامية مغذية يتحرك بها وطنُهم لبنان، وبِهذا يتعرَّفون أكثر، وتالياً، يُحبون أكثر، وطنَهم لبنان.