هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

452: متى نتعلّم أن نستثمر سياحتنا الدينية؟

الحلقة 452: متى نتعلّم أن نستثمر سياحتنا الدينية؟
(الأربعاء 30 تشرين الثاني 2005)

لافتةً كانت كثافةُ الحضور إلى محاضرة البروفسور رونكاليا لدى مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأميركية حول كتابه “على خطى يسوع المسيح إلى فينيقيا/لبنان في صيدا وصور وقانا والصرفند وجبل حرمون”.
ولافتةً كانت المناقشة الحارة التي تلت المحاضرة، يستفسر فيها المناقشون عن صحة أن تكون قانا لبنان هي قانا الأعجوبة، لا كفركنا في فلسطين كما تدعي إسرائيل، وعن صحة أن يكون التجلي حصل على تلة من تلال حرمون لا على جبل طابور كما تدعي بعض الكتب اللاهوتية.
وإذا كانت صور وصيدا والصرفند لا تحتاج إلى إثبات لأنها واردة صراحةً في الإنجيل، فجواب المستشرق الكبير رونكاليا كان حازماً حاسماً جازماً في إثبات أن قانا الأعجوبة الأُولى هي قانا لبنان وأن التجلي حصل على جبل حرمون، داعماً إثباته بأسانيدَ وشروحٍ ووقائعَ وحقائقَ علميةٍ فصَّلها المحاضر البحاثة، ولا مجال هنا لتعدادها.
واستغرب الحاضرون ألاّ يتنبَّه المسؤولون عندنا، دينيوهم والدنيويون، إلى هذه الوقائع والحقائق والأَسانيد والإثباتات فيبادروا إلى إطلاق حملةٍ محليةٍ وعالمية للدعوة إلى قانا وحرمون كواحتين فريدتين في العالم، ويستثمروهما لاستقطاب رواد السياحة الدينية أُسوةً ببلدان العالم التي تستقطب سياحتها الدينية ملايين الملايين، مع ما في هذا الاستقطاب من مردود عالٍ للسياحة، وتالياً لخزينة الدولة في تلك البلدان.
وحريٌّ بالمسؤولين عندنا، وهم يخوضون معركةَ لبنانية مزارع شبعا بالإثباتات والوقائع، أن يخوضوا لاحقاً معارك إثبات لبنانية قانا الأعجوبة وحرمون التجلي، فيستثمر لبنان هاتين الواحتين الفريديتين فيه للسياحة الدينية.
كلُّ ما يلزمنا: أن يقتنع المسؤولون عندنا، دينيوهم والدنيويون، فيبادروا إلى هذا الكنْز السياحي وألاّ يظلوا يتجادلون في جنس الملائكة بينما إسرائيل توظّف كفركنا وجبل طابور، في سياحةٍ دينيةٍ مبنيةٍ، كعادة إسرائيل، على ادّعاتٍ تضليليةٍ ما زالت تبهَرُ بها العالم.