هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

426: لماذا الدراجات النارية مستثناة من قانون السير

الحلقة 426: لماذا الدرَّاجات النارية مستثناة من قانون السير
(الاثنين 10 تشرين الأول 2005)

أيضاً وأيضاً أعود إلى موضوع الدراجات النارية التي باتت تسبِّب خطراً حقيقياً على ممتطيها والمواطنين.
فممتطوها يزوربون زيكزاكياً بين السيارات مشكّلين خطر صدمهم وتوريط سائقي السيارات. ذلك أنهم لا يحترمون وقوفاً على الضوء الأحمر، ولا يحترمون أولوية مرور، ولا يرعوون عن الظهور فجأةً عكس السير من مفرق أو منعطف أو تقاطع فيما سائق السيارة مطمئنٌّ إلى تأمين طريقه، وخصوصاً دراجات موظفي المطاعم المسرعين إلى تسليم بضاعة المطعم للزبائن في بيوتهم أو محالهم أو مكاتبهم.
هذا عدا صلافتهم في امتطاء دراجاتهم النارية بدون قبعات واقية، ووقاحتهم في زعيق دراجاتهم بين السيارات أو حين يتجاوزون السيارات، وذروةِ وقاحتهم برعد دراجاتهم في الليالي الساكنة والناس نيام حتى يُقلقوا حياً بكامله لدى مرورهم على الطرقات العامة في سكون الليل.
والسؤال الذي لا ينفكّ يطرحه المواطنون: لماذا هؤلاء مستثنَون من قانون السير، حتى أنهم يعبرون بمخالفاتهم تحت أنف شرطي السير، وهو غافلٌ بلا إجراء، أو متغافل بلا انتباه، أو مغفّلٌ بلا سلطة؟ والسؤال الآخَر الأهم: إلى متى ستظل الدولة غائبةً عن ضبط هؤلاء الرعناء الوقحين، وتوقيفِهم وسحبِ رخص قيادتهم، إن هي موجودةٌ أصلاً، كي يرتاح المواطن من وقاحتهم وتخُفَّ أخطارهم على الناس، وكي لا يُقلقوا الناس النيام في الليالي الساكنة لاطمئنان هؤلاء الرعناء الوقحين أنّ الطرقات ليلاً خاليةٌ من شرطة السير، وتالياً لن يوقفهم أحد عن ممارسة هوايتهم السادية بإقلاق الناس وإرعابهم وإزعاجهم.
ألا قليلاً من الهيبة يا دولة، وليبدأْ حزمُكِ من هؤلاء الدراجين الذين، بوقاحتهم، يُجرِّدونكِ من سطوة الهيبة.