هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

404: رسالة رابعة من قمة حرمون

الحلقة 404: رسالة رابعة من قمة حرمون
(الخميس 8 أيلول 2005)

بعد السياحة الطبيعية والسياحة الثقافية على جبل حرمون في حلقة أمس الأربعاء، بقي الكلام على السياحة الدينية، وفي طليعتها تلة التجلي حيث تجلّى السيد المسيح لتلامذته سمعان ويوحنا ويعقوب (وكنا تحدثنا عنها في الحلقة 368 من “نقطة على الحرف” نهار الأربعاء 20 تموز الماضي)، وهي ظاهرةٌ تُحفِّزُ دخولَ لبنان ذاكرةَ العالَم عبر إثباتِ أنّ هذي هي التلّة التي عليها تجلّى المسيح لتلاميذه على ما جاء في إنجيل متى (الفصل 28: 16 إلى 20): “أما التلاميذ فقصدوا الجليل إلى الجبل الذي سماه يسوع. وهناك كلَّمهم قائلاً: “إذهبوا وتلمذوا جميع الأُمم، وها أنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالَم”. وفي كتاب المستشرق الإيطالي رونكاليا “على خطى المسيح في فينيقيا لبنان” إثباتاتٌ علمية أنّ يسوع وتلامذته كانوا في حرَم قيصرية فيليبّس وهي اليوم على سفح حرمون، فمن الطبيعي أنَّ قمة الجبل تعني بوضوحٍ قمة حرمون. وهذه مقدمةٌ لبلوغ حقيقة لبنانية جديدة تثبتُ أنّ التجلّي حصل على قمة حرمون، وأنّ الأيام الستة التي قطعها تلامذة المسيح الثلاثة هي الفترة المنطقية التي أمضوها في تسلّق قمة حرمون، وهي منطقة نذورٍ وأضاحٍ فوق وادي الراهب.
وفي الكتاب الذي يُعدُّه ابن راشيا الباحث منير سعيد مهنّا “جبل حرمون: تراث وتاريخ” معلوماتٌ تاريخية موثّقة تصحِّح وقائعَ مغلوطةً أو مُحرَّفة، وتُثبت أن هذه التلَّة هي هي تلة تجلّي المسيح، وتشير إلى الشيخ الفاضل الذي على اسمه سُمِّي حرمون أيضاً جبل الشيخ، وهو ما سنختم به هذه السلسلة غداً. فإلى حلقة الغد.