هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

394: من أجل تحسين السياحة إلى وادي قنوبين

الحلقة 394: من أجل تحسين السياحة إلى وادي قنوبين
(الخميس 25 آب 2005)

النهار الكامل في وادي قنوبين، أول أمس الثلثاء، عكّرته الدرب إلى المعْلَم. ولدى السؤال عن السبب، أجاب المصدر المحلّي غير الموثوق أنّ المسؤولين لا يُمكنهم المسُّ بأي تَحسين لأن الموقع مسجَّلٌ على لائِحة التراث العالمي.
واقعُ الأمر صحيح. فالموقع أدرجتْه منظمة اليونسكو في باريس على سجلّ التراث العالَمي منذ 1998 (مع خمسة مواقع أُخرى هي عنجر، بعلبك، بيبلوس، الأَرز، صُور). والمكان، من أعلى مداخله الأربعة إلى أسفل نقطة فيه على مستوى طورزا، أحد أجمل وأعمق وديان لبنان، ومن أندر معالِم السياحة الدينية والأثرية والتاريخية في العالَم لِما يُمثّل من قيمة دينية وتراثية وموقع جغرافي نادر.
وبسؤاليَ أمس مسؤولاً كبيراً في منظمة اليونسكو أفادني أنّ كون وادي قنوبين على لائِحة التراث العالَمي (وهذا فخر كبير للبنان) يُحرّم ثلاثة أمورٍ فقط: نشوءَ مقاهٍ شعبية تفسد الخلوة، وبناءَ منازلَ حديثة تفسد المشهد الأثري، وتعبيد الطريق إليه بالزفت الذي يفسد تاريْخية الدرب المتأفعنة بين الأشجار على كتف الوادي المهيب وخصر شيره العالي.
إذاً: يُمكن ترميم الدرب، بدون تزفيتها، بِما يبقيها ترابية حجرية كما هي، ولكن بِما يَجعلها سالكةً للزوار والسياح والحجاج من دون أخطارٍ وويلات، وبِما ينشر على الملإ سلُوكَها السهل فيزداد عددهم وتتحسن السياحة في وادي قنوبين دينيةً كانت أو تراثية. فالمعالِم التراثية في كل العالَم، والدينية منها على الخصوص، مُجَهّزة، مؤهَّلة، بِما يبقي طابعها التاريْخي كما هو، ولكنْ بتسهيل الزيارة وَفق أحدث التصاميم الهندسية التي تحافظ على الطابع القديم وتوفّر الأمان السليم.
ندع الأمر في عهدة المديرية العامة للآثار وزارة السياحة، في سعي لهما مشترَك لدى المراجع ذات الصلة، فلا يتحجّجنّ أحد بسجل التراث العالمي، فالتراث العالَمي يريدنا نؤهل المكان كي يستقطب إليه الناس، لا أن ندعه ينهار ويتلف، لأنه عندها لن يعود من التراث العالمي بل من الآثار الدارسة البائدة التي يمحوها التراث العالمي، ومعها يمحو ذاكرة لنا يتفرد بها لبنان في العالم.