هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

375: هذا التخلّف المعيب في تعليق الصور

الحلقة 375 – هذا التخلُّف المُعيب في تعليق الصُّوَر
(الجمعة 29 تَـمُّوز 2005)

عن زميلنا في “النهار” نزيه خاطر، الموجود حالياً في أفينيون لتغطية مهرجانِها السنوي الشهير، أنَّ في أفينيون هذا الصيف 628 فرقة، 113 مسرحاً موجوداً أو مبنياً خصيصاً للمهرجان، 770 عرضاً تتوزع على: 565 عرضاً مسرحياً، 110 عروض موسيقية، 29 عرضاً راقصاً بين باليه ورقص تعبيري، 67 مسرحية مقهى، 11 عملاً لِمسرح الرصيف في الباحات العامة، وتسعة عروض سيرك.
صديقٌ لي مدمنٌ سنوياً على متابعة مهرجان أفينيون السنوي، عاد أمس مسااءَ أمس الخميس من أفينيون، واتّصل بي يُخبرني لا عن العروض، فهذه قرأنا عنها في الصحف، بل عمّا هو أهم: الإعلانات عن العروض ملصقاتٍ صغيرةً وصوراً متوسطةً وكبيرة، فإذا هي، قال، منتشرةٌ في جميع أنْحاء أفينيون وساحاتها العامة وأعمدة الكهرباء والهاتف، وحديد التصاوين وأسوار الحدائق العامة، ولكن كيف؟ جميعُها (وشدَّد صديقي: جميعُها) ملصقةٌ قبلاً على كرتون مقوّى، ثم معلقةٌ حيثُما ذكَرْتُ، بِمعنى أن نزعها حين ينتهي المهرجان ليس فقط يتمُّ بسرعة، بل هي لا تترك مكانها أي أثر لتلفٍ أو خرابٍ أو وسخٍ أو بصماتِ بويا أو ورقٍ أو نُفايات، فتعود أفينيون الجميلةُ جميلةً ونظيفةً بعد المهرجان كما كانت جميلةً ونظيفةً قبل المهرجان وخلال المهرجان.
أفضل ختامٍ لهذه القصة: المقارنة مع ما عندنا هنا من صورٍ منتشرةٍ كيفما اتفق، حيثُما اتّفق، بغراء وبويا وموادَّ لاصقةٍ فيستغرق نزْعُها وقتاً طويلاً بل لا يُمكن نزعُها إلاّ وتترك مكانها تلفاً وخراباً ووسخاً وعلاماتٍ وتشويهاً وجروحاً وحفراً في أعمدة الكهرباء والهاتف أو جدران البلدية أو الساحات العامة والأحياء والدساكر والجسور فوق الطرقات وشرفات البيوت والممرات العامة، فيكلّفُ الترميم والتصليح والتخلُّفُ خلفَها مبالغَ طائلة.
كلُّ هذه البهرجات والهوبرات والمظاهر المتخلّفة، نُحَوّلها – أيضاً وأيضاً – إلى المسؤولين عن هذا الأمر، كي يتحرّكوا فيضبُطوا هذا الفلتانَ المتخلّفَ البدائيَّ القبائليَّ البدويَّ المزرعجي، إن لم يكن على عيون مواطنينا الذي ألفَتْ عيونُهم هذا التخلف، فعلى الأقل على عيون زوارنا وسياحنا الذين، يا حيفنا ويا عيب الشوم، إذا حاولوا تذكُّرَ كيف تتمُّ هذه المظاهرُ الحضاريةُ السياحيةُ الثقافيةُ في مدنٍ حضاريةٍ على غرار مدينة أفينيون.