هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

371: وقاحة المفرقعات في سكون الليل

الحلقة 371: وقاحة المُفرقعات في سُكون الليل
(الاثنين 25 تَـمّـوز 2005)

كأنَّما لا يكفي شعبَنا قلقٌ وهاجسٌ ورُعبٌ من المتفجّرات والعبُوات والانفجارات والاغتيالات حتى تضافَ إلى قلقه وهواجسِه ورُعبِه وقاحةُ مفرقعات وأسهم نارية توقظ الأطفال مرعوبين وتزعج المواطنين في منطقة المفرقعات.
كأنّما لا يكفي حزنَ اللبنانيين ما يعانيه الموسم السياحي هذا الصيف من ارتِجاج وارتباك حتى تشُقَّ ليلَهم أصواتُ انفجارات يهرعون عند سماعها إلى أجهزة الراديو والتلفزيون، بانتظار خبر من مكتب التحرير أو ملحق من دائرة الأخبار أو سطر في أسفل الشاشة ينبئهم عما حدث وهم يُمسكون قلوبَهم من هلع على أولادهم وذويهم.
كأنّما لا يكفي اللبنانيين ما في قلوبهم من نقمةٍ على الأمن المهزوز في لبنان حتى يزدادوا نقمةً على الدولة التي لا تتوصل إلى كشف مجرمي الانفجارات ولا حتى تعاقب وقحي مفرقعات يُرعبون المواطنين في ساعاتٍ متأخرة من الليل حين يعمُّ سكون الليل ويَخْلُد الناس إلى الراحة والنوم في الليل.
وترتفع نقمة المواطنين: لِماذا لا تفرض الدولة ترخيصاً لإطلاق المفرقعات، يُحدّد التوقيت في فترة مسائية مبكّرة، ولدقائقَ مُحَدّدة لا لساعات، وبقوّة انفجار مَحدودة لا تُرعب ولا تُزعج،فتردَع وقحين إذا ابتهجوا يفرقعون، وإذا فُجعوا يفرقعون، وإذا عيَّدوا يفرقعون، وإذا تزوّجوا يفرقعون، وإذا انتصروا يفرقعون كيدياً، وإذا انكسروا يفرقعون انتقاماً، والمواطنون وسْط هذه التبريرات والمناسبات يكيلون الشتائم على دولة تتركهم بدون سقف حماية واطمئنان ولا تردع الوقحين، خصوصاً أولئك الذين لا تكتمل السعادة الزوجية في عرسهم إلاّ إذا أزعجوا الناس وأرعبوا الأطفال بِمفرقعات لساعات مدوّية بعد منتصف الليل.
كأنّما لا تكفي شعبَنا وقاحةُ المتفجّرات حتى تُرعبَه وقاحةُ مفرقعات… السعادة الزوجية.