هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

365: لبنان الثقافة على سجل ذاكرة العالم

الحلقة 365 – لبنان الثقافة على سجل ذاكرة العالَم
(الجمعة 15 تَـمُّوز 2005)

مرةً أُخرى يُثبت لبنان الثقافة والإبداع أنه أرقى وأنقى وأبقى من لبنان السياسة. فبينما السياسة في لبنان تُراوحه في مستنقع الفعل وردَّة الفعل، ومن يوالي ومن يعارض، ومن يثير العجب ومن لا يُعجبه العجب، تُنقذ الثقافةُ لبنان فتُعيده إلى خارطة العالَم منارةً بَهيَّةً وواحةَ عطاءٍ حضاريةً تُُضيف جديداً دائِماً إلى حضارة العالَم.
قبل عشر سنوات، أطلقت منظمة الأونسكو في باريس “برنامج ذاكرة العالَم” لِجمع المجموعات الوثائقية وحفظها وصيانتها وتعريف الجمهور إليها للانتفاع بها. وَدَعَت المنظمة إلى تشكيل لجان وطنية في كل دولة تتولى مهمة جمع الوثائق. وهكذا في لبنان، بادرَت الأمينة العامة للّجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو السيّدة سلوى السنيورة بعاصيري وشكَّلت قبل سنتين “لَجنة وطنية لبنانية لبرنامج ذاكرة العالَم” من خبراءَ واختصاصيين في الحقول ذات الصلة.
وكانت اجتماعات دورية قدَّم خلالها الأعضاء ما لديهم من وثائقَ أو معرفةٍ بوثائقَ يُمكن أن تكون عالَميةً وتدخل في برنامج ذاكرة العالَم. وفي الحصيلة الأولية للأولَويات المطابقةِ المعاييرَ المطلوبة، أرسلت السيّدة سلوى السنيورة بعاصيري دراستين وضعهما ضمن المواصفات الباحث اللبناني الدكتور ابرهيم كوكباني، الأولى عن “منقوشات نهر الكلب”، والأُخرى عن “تطوُّر الأبْجدية الفينيقية”.
وقبل أيام، تلقّت اللجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو قرار منظمة الأونسكو في باريس إدخال الدراستين اللبنانيتين إلى “سجل ذاكرة العالَم” كوثيقتين عالَميّتَين جديرتَين بالحفظ عالَمياً أثرَين تاريْخيَّين على مستوى ذاكرة العالَم مع الآثار العالَمية التي توزّعها الأونسكو على جميع البلدان والدوَل.
فشُكراً لعالِمِنا اللبناني الدكتور ابرهيم كوكباني على جهوده الأكاديمية الرصينة، وشكراً لسلوى السنيورة بعاصيري على جهودها الجِدّيّة الرصينة في اللجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو.
ها هو لبنان إذاً، لبنان الثقافة لا لبنان السياسة، يَشُعُّ من جديدٍ على العالَم، واحةً ضئيلةَ الجغرافيا شاسعةَ التاريخ، فيتأَكَّد أيضاً وأيضاً ما قاله العالِم الفرنسي غبريال هانوتو: “إن لم يكن لبنان أعلى جبل في الجغرافيا، فهو بلا جدالٍ أعلى قمة في التاريخ”.