هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

359: السنيورة 4) وزير للثقافة يجعلها وزارة منتجة

الحلقة 359 – النداء الرابع الى الرئيس السنيورة: وزيرٌ للثقافة يَجعلها وزارة منتجة
(الخميس 7 تَـمُّـوز 2005)

بعد استبعاد منطق أن تكون وزارة الثقافة بقرةً حلوباً لا وظيفة لها إلاّ دفع المساعدات والإعانات للمثقفين المنتجين أصحاب الأعمال الفنية أو الأدبية أو الإبداعية على أنواعها، تقتربُ فكرةُ أن تكون وزارة الثقافة منتجةً وذات مردود وجدوى اقتصادية، فتفي ببعض مصاريفها من رواتب وتخفف من إرهاق موازنة الدولة.
علامة مردود وزارة الثقافة أنه يبدأ بالإنتاج على المدَيَين الوسيط والطويل فتدفع مرةً وتستردّ كل مرة.
ماذا لو بنت وزارة الثقافة مسرحاً وطنياً يسهم في بنائه رُعاةٌ ومساهمون تَبقى أسماؤُهم على غرف المسرح أو مدخله، وتقطف الوزارة مداخيله تباعاً حتى تستردَّ مصاريفه ويصبحَ المسرح الوطني اللبناني قطاعاً منتجاً؟
وماذا لو أنشأت الوزارة صالة عروض تشكيلية تبنيها بمساهماتٍ ذات تواقيع، وتستثمرها بنسبة على بيع اللوحات متهاودةٍ أكثر من تلك التي تقتطعها الغالريات التجارية؟
وماذا لو طالبت الوزارة بمبلغ متواضع تضيفه على تذكرة السينما لتغذية صندوق خاص بالسينما اللبنانية فتشجع هذه الصناعة التي يبرع بها شبابٌ تقطف أفلامهم جوائز لافتةً في المهرجانات السينمائية العربية والعالَمية؟
وماذا لو أمّنت الوزارة تعرفة دخول متواضعة إلى أمسيات الأوركسترا السمفونية اللبنانية تكون دعماً لِمصاريف الأوركسترا التي يتزاحم بعض مسؤولي الدولة على تهشيم إنجازاتها الحضارية؟
وماذا لو أمّنت الوزارة تأهيلاً لائقاً لِمواقع الآثار عندنا، وما أكثرها، وهندسَت تعرفة الدخول إليها حتى يكون لها مردودٌ لائق من روّاد هذه الآثار، وما أكثرهم كل عام؟
بلى: وزارة الثقافة ليست بقرة حلوباً للدفع فقط، وليست وزارة يستجدي منها المثقفون دعماً ومساعدات. إنها وزارة منتجةٌ بِجدّية ومردود إذا جاءها من أهل بيتها ووسَطها وزير رؤيويٌّ يقصد أن يَخدمها لا أن تَخدمه، وأن يعطيها لا أن تعطيه، وأن يَجعلَها عطيةً لِمستقبل المردود الثقافي، لا مطيةً له من أجل مستقبله السياسي.
فهل لنا بوزير من هذا الطراز، لوزارة الثقافة؟