هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

351: نوابنا بين الوصمة والبصمة

الحلقة 351: نوّابُنا بين الوصمة والبصمة
(الاثنين 27 حزيران 2005)

أما والانتخاباتُ انتهت، وهدأت ترَدُّدَاتُها الأسبوع الماضي، فلْيستعِدّ النوابُ الفائزون، جُدُدُهم والعائدون، للانتقال إلى الثوابت والتخلّي عن المتغيرات.
الثوابت هي الائتلاف على ما سيكون في السنوات الأربع المقبلة. المتغيّرات هي فقاقيع الزّبد الذي كان طوال الأسابيع الأربعة الماضية.
الثوابت حلقاتٌ وكُتلٌ نيابيةٌ جديدة تتّحد على مشاريع الآتي. المتغيّرات هيصاتٌ وتَحمُّسات وكيدياتٌ وصمَت شهراً ماضياً من رغوة صابون الانتخابات.
مع هذا الأُسبوع، وبعد اكتمال أعضاء المجلس مئةً وثَمانية وعشرين، واستعداداً لأول جلسة نيابية، فَلْيَطْووا صفحة الأمس، ولْيبدأوا من بياض صفحة الغد.
فاز مَن فاز وخسِر مَن خسر، فلْينتقلوا من الوصمة إلى البصمة.
الوصمة: تَجاوزاتُ أربعة أسابيعَ انقضت. البصمة: تطلُّعاتُ أربع سنوات ستنقضي.
الوصمة: ما تركه المرشَّحون خلفهم خلال شهر انتخابات مضى. البصمة: ما سيتركون من أثر تشريعي مهمّ في ثَمانيةٍ وأربعين شهراً ستأتي.
الوصمة: هذه الصوَرُ المرشوشة على الحيطان والأعمدة والجسور واللوحات الإعلانية. البصمة: أن ينْزعوا هذه الصوَر فيخرجوا عن عيون الناس ويدخلوا إلى قلوبهم.
الوصمة: تصاريْحُهم الشتّامة الهدّامة الكيدية خلال شهر الانتخابات. البصمة: جلوسُهم معاً تَحت قبّة البرلَمان شرفاء في ما بينهم يتّفقون على مواصلة البناء: بِناء لبنانٍ حضاريٍّ عصريٍّ بقوانينَ حضاريةٍ عصرية.
كل نائب منذ اليوم، جديدٍ أو عائد، سيجلس على مقعده في مَجلس النوّاب، فلْيتنبَّهْ إلى أنه، بعد أربع سنوات، سيترك هذا المقعد ويتركُ عليه واحدةً من اثنتين لا ثالثةَ لهما: إمّا وصمةَ العار، وإما بصمةَ الغار.