هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

339: صور… صور وشعارات… وأين البرنامج؟

الحلقة 339 – صورٌ… صورٌ وشعارات… وأين البرنامج؟
(الخميس 9 حزيران 2005)

ما كدنا ننتهي من اعتراضنا على لافتات كبرى سدَّت علينا منافذ البحر والسماء والأشجار وأعمدة التلفون والكهرباء وحيطان البنايات حاملةً صوَر الرقاصات والفنانات ومغنيات المطاعم والبارات والمقاهي والنايت كلوبات، حتى اجتاحتنا هي نفسُها بصور المرشّحين كبيرةً ووسطى وصغيرة بِمختلَف البوزات والابتسامات، وغابت عن وجوههم تَجاعيد الدهر والعمر وبانت ملساءَ شابة بفضل “فوتوشوب” الكومبيوتر، فباتوا ينافسون إلفس برسلي ومارلون براندو وَسَامةً وشباباً. وطبعاً، مع كل صورة شعار، ومع كل صورة وعدٌ بالإصلاح والتغيير ولبنان الجديد ومستقبل الشعب والوطن وشباب الغد ورفاه الأيام المقبلة.
وإذا كنا نفهم أن ينشر الإخوان صوَرهم على كل حيط وعمودٍ ولافتة، لا نفهم كيف يتكلون على الشعب الحبيب والمناصرين الأحباء والمواطنين الكرام بأن ينتخبوا الصورة أو الشعار، من دون أن نعرف ما هو برنامج صاحب الصورة، وكيف تنفيذُه هذا الشعار، وبأية وسيلة سيقوم بالتغيير أو الإصلاح أو بناء لبنان الجديد.
أما البرامج الذين يعلنونها في الأسبوع الأخير، على منبر حماسي أو في “توك شو” تلفزيوني أو إذاعي، أو في تصريح أمام كاميرا أو ميكروفون، فنعرف تماماً أنه كلام للاستهلاك، وحبرٌ من الماء لا يُقرأ.
وطالَما الشعب في لبنان ينتخب الشخص لا البرنامج، والشعار لا المخطط، والليستة كما هي لأن رئيس الليستة أرادها هكذا وفرَضها هكذا ويريد أن يوصلها هكذا، فإننا ما زلنا بعيدين عن أن نكون ننتخب، بمعنى أن نختار نحن مَن نريد، لا مَن تفرضه علينا ظروفٌ عجِز عن تغييرها من لا يَهُمُّهُم تغييرُها لأن تغييرها يجعلهم بلا مقاعد، ولأنهم، من دون تلك المقاعد، أرقامٌ باردةٌ في ديموغرافيا الوطن.