هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

330: الانتخاب بين الصناعة والقناعة

الحلقة 330 – الانتخاب بين الصناعة والقناعة
(الجمعة 27 أيار 2005)

بعد غدٍ، الأحد، أولُ دورة من انتخاب 2005. الفائزون بالتزكية مبروكٌ وصولُهم، أياً كانت ظروف هذا الوصول. ومَن سيفوزون بأصوات الشعب اقتناعاً بهم، مبروكٌ وصولُهم لأنهم يستحقون هذا الوصول. ومن عزفوا حرَداً أو احتساباً أو عُزِّفوا إرضاءً، مبروكٌ عزوفهم عن الساحة قبل أن تُطيحَهم الساحة أو تبيحَهم المساحة. أما الذين سوف يصلون على ظهر البوسطة، فهؤلاء لن نبارك وصولهم لأنه غير تمثيلي، وقد تكون هذه دورتهم الأخيرة إذا عكف المجلس العتيد على سَنّ قانونٍ جديد للانتخابات يكون في انتخاب عام 2009 على مستوى 14 آذار 2005.
الورقة اليوم ليست في يد المقترِع بل في يد المنتخِب. واللبنانيون لن يلعبوا بعد اليوم لعبة القرعة، بل لعبة الصنعة. وإذا القرعة هي المقامرة بالكل فإما ينجح الكل أو يسقط الكل، فالصنعة هي خَيارُ الاختيار: اختيارُ أسماء بين المطروحين فرادى ولوائح، يَختار منهم الشعبُ اللبناني من هو يراه جديراً لا من زيَّنوه له قديراً.
الاقتراع صناعة. الانتخاب قناعة. وبين الأحد، بعدَ غدٍ، والأحد الأخير بعد أربعة أسابيع، شعبُنا هو البطلُ الفاعل لا المتفرجُ المفعول به، هو المرجِّح المُضيف لا المرشِّح المضاف إليه، هو الطالب منه الخصْم، لا المطلوب منه البصْم.
بعد غدٍ أولُ دورة، وبعد أربعة آحادٍ آخِر دورة. فيا شعبَنا الطيّب، كن أنتَ الدورةَ كلَّها. لا تكن القطيعَ المسيَّر بل القاطعَ المُخيَّر. لا تكن المفعول به بل الفاعل. لا تكن صدى فعل الماضي بل صوت فعل الأمر. أنتَ الأصْلُ والفصْل. أنتَ الحسَابُ والعقاب. أنتَ السائلُ والمسؤول. أنتَ سيّدُ المواطنيّة لا عبدُ الزبائنية. فَكُن يا شعبَنا، يا شعبَنا، كن أنتَ الرقم الصعب، ولا تكن رقماً إضافياً. كن أنتَ مِحْور البلَد، ولا تكن حبَّة خفيفةً في مسبحة أحد.