هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

329: المهم تحرير الشعب بعد تحرير الأرض

الحلقة 329 – المهمُّ تَحرير الشعب بعد تَحرير الأرض
(الخميس 26 أيار 2005)

قبل يومين احتفلنا (أمس وأمس الأول) بذكرى التحرير، وبعد يومين نَحتفل بافتتاح الدورة الأُولى للانتخابات النيابية، في موجةٍ من تَحالفاتٍ وليستاتٍ وانفراداتٍ وبوسطاتٍ ومَحدلات وخطابات من هنا ومن هناك، وجميعهم يتودَّدون إلى الشعب طالبين صوته، واعدينَه بالكثير، مطالبينَه بتكثيف الإقبال على الاقتراع. وإذا كان طبيعياً وشرعياً أن يطلب المرشَّحُ صوت الناخب، فَمن غير الطبيعي أن يفرضَ طابِخو التركيبات الانتخابية على الناخب لوائح مركَّبة معلَّبة جاهزة، ويطلبوا منه أن يُنْزل اللائحة كما هي في صندوقة الاقتراع.
ومثلما تَحررت أرضنا من دنس الاحتلال الاسرائيلي قبل سنوات، وتَحررت أرضنا قبل أسابيع من الحضور العسكري غير اللبناني، ومثلما يرفض شعبنا كل وصاية خارجيةٍ، عربيةً كانت أو غربية، هكذا أَولى بشعبنا أن يتحرر من الوصاية الداخلية يفرضها أسياد البيت على أهل البيت تركيباتٍ معلّبةً جاهزة.
بعد 14 آذار صار شعبنا حُراً على أرضه، وحراً في قراره، يعني في اختياره. فليبقَ حرَّ القرار والاختيار يوم الانتخاب، ولتكن له كاملُ الحرية والمحاسبة لا في الاقتراع المعلّب المفروض عليه، بل في الانتخاب، يعني في الاختيار الذي يقرره: أسماءَ منفردة، أو لائحةً هو يركب أسماءها من لوائح مختلفة، أو حتى تشطيباً كما يرتإي. المهم أن يشعر خلف العازل وفوق صندوقة الانتخاب أنه هو الحرُّ القرار والاختيار، لا يقترع، بل ينتخب.
فيا شعبنا الطيب، يكفيك أن السياسيين كانوا صوتَك وكنتَ أنتَ الصدى حتى اليوم. بعد اليوم كُن أنتَ الصوت، وليكونوا هُم الصدى. وليكن التحريرُ الحقيقيُّ لا تَحرير الأرض وحسب، بل تَحريرَ الشعب من الوصاية الخارجية والداخلية، فيكون الشعب نهار الانتخاب سيّدَ القرار، أي سيد الاختيار.
يا شعبَنا الطيِّب، كن أنتَ الصوت، وليكونوا همُ الصدى.