هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

325: انتخابيات 10) الناخبون هذه المرة هم “الآذاريون”

الحلقة 325 – انتخابيات – الجزء العاشر – الناخبون هذه المرّة هُمُ “الآذاريون”
(الجمعة 20 أيار 2005)

من جميع المناطق جاؤوا، فوحَّدُوا جميع المناطق في قلب بيروت.
من جميع المذاهب والطوائف جاؤوا، فوحَّدوا المذاهب والطوائف في قلب بيروت.
من جميع الفسيفساءات جاؤوا، ليُشَكِّلوا لوحةً واحدةً في قلب بيروت.
حملوا صراخَهم وجاؤوا متفرّقين ليوحِّدوها جميعاً صرخةً واحدةً من أجل لبنان اللبناني في قلب بيروت.
تلك كانت الصورةَ الرائعة في 14 آذار، صنعَ مَجدَها الآذاريون الذين أملوا أن يصلوا إلى يوم الانتخاب فيخرجَ من ظاهرتهم مَجلس نيابي جديد بقانون انتخاب جديد خليقٍ بولادة لبنانٍ جديد.
يومها، في 14 آذار، حمل الآذاريون علماً واحداً: علمَ لبنان، وأنشدوا نشيداً واحداً: النشيد الوطني اللبناني، ويومها لم يهتفوا إلاّ باسم لبنان اللبناني الحُر، فلم يُهَوْبِروا لأحد ولم ينتصر اسمُ سياسي على اسم سياسي آخَر، ولا قائدٌ على قائد، ولا زعيمٌ على زعيم. يومها كانت الهتفة واحدة: لبنان اللبناني.
يومها كان يأمل الآذاريون أن يَحذو حذوَهم السياسيون فيتوحّدوا هتفةً واحدةً من أجل لبنان اللبناني.
تلك كانت الصورة في 14 آذار، وأمل الآذاريون أن تبقى الصورة على هذه الوحدة. فما الذي حصل؟
فُرض على النواب قانونٌ رفضوه في معظمهم لكنهم لم يستطيعوا أن يغيّروه وعجزوا عن تبديل حرفٍ فيه، فرضخوا مُرغَمين أو راضين أو متواطئين، وركبوا البوسطة مستلحقين مصالِحهم في ربع الساعة الأخير كي لا يُطيحَهم التأخير فأطاح معظمَهُم غضبُ الشعب.
وما الذي حصل؟ اللوحة الشعبيةُ المتماسكة الواحدة الموحَّدة في قلب بيروت 14 آذار، تشلّعت فسيفساءاتٍ سياسيةً متفرّقة في أيار، فتراجع لبنان الشعبيُّ الواحد الموحّد أسْماءَ سياسيةً مبعثرةً وزعماءَ وقادةً وتَحالفات، وعادت “حليمة إلى عادتها القديمة” وَعُدْنا إلى زَمّور “تيتي تيتي”.
يعني؟؟ فقدنا الأمَل؟؟؟؟ أبداً. ما زال عندنا أملٌ أن يكون الشعب حسيباً ورقيباً فلا ينساق كالقطيع، ويقولَ “لا” للمفروضين فرضاً عليه بدون اقتناعه، ويَختار أن يَختار أو لا يَختار. وإذا كان السياسيون يعتبرون الشعب تلقائياً ورقةً في أيديهم، فلْيفهموا أن الورقة هذه المرة المحسوبة تحصيل حاصل، ليست الشعب بل هي ورقةُ حسابٍ في يد الشعبوهي التي ستحاسب بقسوةٍ أمام صندوقة الاقتراع.
خلاص السياسيين هذه المرة، أن يتوحّدوا هُم على صورة الشعب كما تَوَحَّد في 14 آذار، لأن الناخبين هذه المرة هم الآذاريون، ولن يصل إلى ساحة النجمة، إلاّ… مَن يريدُه الآذاريون.