هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

324: انتخابيات 9) … وإلاّ “كما تكونون، يولى عليكم”

الحلقة 324 – انتخابيات – الجزء التاسع – … وإلاّ “كما تكونون، يُوَلّى عليكم”
(الخميس 19 أيار 2005)

هبطت علينا البوسطات من كل صوب، والمحادل من كل جهة، واللوائح من كل ميل، والتحالفات من كل شكل، والتصريْحات والتحريضات والتنظيرات من كل نوع، والوعودُ من كل فمٍ ووعظٍ وخطاب، و… “يا أيها الشعب الحبيب: هي ذي لوائحك جاهزةٌ معلَّبة فاذهبْ واقترعْ وحَكِّمْ ضميرَك وانتخِبْ هذه اللائحة كما هي بدون زيادة ولا نقصان ولا تشطيب”.
وإذا كانت اللائحة معلَّبةً وأسقطها “الناخب الحبيب” كما هي في صندوقة الاقتراع، فأيُّ ضميرٍ هو ضميرُه، وأيُّ خيارٍ متروكٍ له، وأيَّ انتخابٍ ينتخِب ويَختار ويقرِّر، وهو مسيَّرٌ كالقطيع ليس له إلاّ ما فُرِضَ عليه!
لا يا شباب! لا يا إخوان! شُكراً لنصائحِكم السديدة، وآرائِكم الرشيدة، وأفكارِكم المديدة، ووعودِكم السعيدة… لكنّ شعبنا لن يكون قطيع مقترعين “عَ العميانِي”، بل هو ناخب ينتخب، يعني يَختار، يعني يقرِّر، يعني له ملءُ الحرية في القرارَين: قرارِ الاختيار فالانتخاب، وقرارِ المقاطعة أو التشطيب. فلماذا تريدون له أن يقترع لكم ما أنتم تريدونه أن يقترع لا ما يريد هو أن ينتخب؟ كفى شعبَنا استهتاراً أنّ معظم نوابه العتيدين باتوا في حُكْم المعروفين والمُعلَنين والفائزين سلفاً، وأنّ مَجلس النواب العتيد بات شبْه معروفٍ بوجوهه المعروفة المألوفة المصفوفة، لولا قلةٌ من شباب جُدُد نعتزّ بِمعظمهم أصواتاً جديدةً لشباب لبنان الجديد.
أإلى هذا المجلس الآتي كان يطمح المليون مِمَّن صنعوا مَجد 14 آذار، ولْنُسمِّهم اصطلاحاً الآذاريين الأهالي والشباب؟ هل هكذا كان الآذاريون يطمحون، أن تنفرض عليهم لوائحُ، كما في الماضي، معلَّبةٌ مركَّبةٌ مرتَّبةٌ سلفاً جاهزةٌ لـ”المواطنين الكرام” و”الناخب الحبيب” أمام صندوقة الاقتراع؟
الآذاريون المليونيون الذين صنعوا مَجد 14 آذار أمثولةً للبنان وللعالم العربي، يشكّلون على الأقل ربع سكان لبنان، ونصف الناخبين، فليتحرّكوا على قاعدة ما به صنعوا مَجد 14 آذار: أي الهتاف للبنان اللبناني الجديد، الحُرّ القرار، الآتي من المستقبل لا من الماضي، ولْيَذهبوا غداً إلى صندوقة الاقتراع لا ليقترعوا معلَّبين، بل لينتخبوا بكل حرّيّةٍ مَن يستحقُّون أن يكونوا على مستوى لبنان الجديد، حتى لا ينطبقَ عليهم ذاك القولُ القاسي: “… وكما تكونُونَ، يولّى عليكم”.