هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

317: انتخابيات 2) الناخب الحرّ بين القناعات والكومبينات

الحلقة 317: انتخابيات – الجزء الثاني – الناخب الحُرّ بين القناعات والكومبينات
(الثلثاء 10 أيار 2005)

في حلقة أمس الاثنين، بدا أنني أُعمّم المعنى فأُخصّص المَعنِيّ.
والواقع أنني لا أُعمّم القاعدة في المُطلق، ولا أُخصّص أحداً في المُفرَد.
كلامي على المُرَشَّحين الضاربين حساباتهم أنّ مُحازبيهم في جيوبهم فلا ضرورة للحسابات، سليس كلاماً فيه إساءة لأُمراء السياسة ولا فيه مديحٌ للرأْي المُعاكس أولئك الأُمراء.
كلامي إلى المُرشَّحين لا يعني المُرَشِّحين بقدْرما يعني المقترعين لهؤلاء المُرشَّحين.
المُقترعون هذه المرّة مُغايرون، أو على الأَقلّ نتوقَّع أنهم مغايرون، وأنْ بعد 14 آذار سقطت أقنعة وبانت وُجوه وتعرّت أصوات وانفضحت مواقف، وبدا للشعب مَن هو هو ومن هو صوت سيّده أو بُوسطته أو مَحدلته أو حزبه أو سواه أياً يكن هذا السوى.
بِهذا المنطق يعي شعبُنا اليوم – أو أفترضه يعي – أنه ذاهبٌ كي يقترع تَحديداً لِهذا أو ذاك، لا لِهذه اللائِحة أو تلك اللائِحة كما هي، لأن الذين ركَّبوها ركَّبُوها على قياس مصالِحهم وتَحالُفاتِهم لا على ما يريده شعبُهم أن يكون.
هذه المرّة، الشعبُ واحدٌ والصوت واحدٌ والمُرَشَّح واحدٌ منفرداً كان أو في لائِحة، ولا يعود مُهِماً مُحافظةً كان القانون أو قضاءً. هَمَّ أنّ الذي يؤمن به الشعب سيقترعون له، أكان حبّةً في مسبحة لائِحة أم منفرداً في قضائه أو منطقته أو مُحافظته.
هكذا، وكما إلاّ هكذا، ينتفي من واقع حياتنا الديمقراطية شبحُ البوسطات والمحدلات وسائر تركيبات اللوائح والكومبينات.