هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

274: المقاومة اللبنانية في صرخة المسرح الرحباني

الحلقة 274: الـمقاومة اللبنانية في صرخة المسرح الرحبانِي
(الخميس 10 آذار 2005)

الحركة الثقافية- أنطلياس، في سياق نشاطاتِها لِمعرض الكتاب هذا العام، احتفلت أمس بصدور المجموعة الكاملة لِمسرحيات الأخوين رحباني في20 جزءاً لدى منشورات “دايناميك غرافيك”.
وفيما كان المهتمون يبتاعون الأجزاء العشرين، أو ما يرغبون منها، كانت كلماتُ الأخوين رحباني الوطنيةُ تتردّد بين الحضور، غِذاءً في هذا الوقت الحَرِج، ولبنانُ يَمر على المنعطف الذي يوصله الى فجر الحرية، وينقذه من ليل التوتاليتاريا المغلّف بشعارات سياسية كاذبة.
أخذوا يفتحون المجلدات ويقرأون من مسرحيات الأخوين رحباني، ويتذكر بعضهم سماعها بصوت سيدة الأصوات فيروز.
قرأُوا من “جبال الصوّان” صرخة الحرية والاستقلال بصوت “غربه”: “لَما ودّعتو اليأس، ولفحتكُن ريح الشمس، ورجعِت إيديكن تبني وتعمّر، صوت عيادكن خزّق سمعهن، فرح معاولكن بالأرض بشَّرهُن بِهَدم بْراجن. حَبّو يردّوكن ع اليأس. لا تْخافوا. ما فيه حبوس تساع كل الناس. بيعتقْلو كتير، بيبْقى كتير، وباللي بيبقو رح منكمّل. غمر الطوفان الأرض، رجّعوها اللي بقيو. هدَمت الحروب المُدن، عمَّروها اللي بقيو. استعبدو الظلام الناس، حرّروهن يلّي بقيو. بدنا نكمل المشوار. قلال؟ نكون، شو هَمّ. منكمل باللي بقيو”.
وقرأوا من “فخر الدين” صرخة الكرامة اللبنانية بصوت المعنيّ أمير لبنان: “بدكن الاستقلال؟ اعتمدو على الله وعَ حالكن. خدوه بالقوّه. بضربة السيف اللي بتضوّي”.
وقرأوا من “ناطورة المفاتيح” صرخة “زاد الخير” للتحرر من ظلم التوتاليتاريا المخابراتية: “ما حدا بيقدر يِحبس المي، إلا مَ تلاقي مَنْفَذ تتفجَّر منو. يا قايد حاجه تْهدّد شعبك، صارو الناس أبعد من التهديد، ضهَرو برّات الخوف، ما بقى ينطالو. و تَ ما يكونوا اللي راحو، راحو بلا تَمَن، رح إلبس فقري وتعاستي، توِّج حالي بالأعشاب البرية، وإتْمشى بإحتفال تَحت زينة الشجر وقبّة السما، وكلّما إبعُد مسافه، عرشَك بيغرَق شبر، تَ توصل إنتَ للأرض وأنا للحريِّه”.
عشرون جُزءاً، هي المجموعة الكاملة لِمسرحيات الأخوين رحباني الأربع والعشرين، منذ “البعلبكيه” حتى “الربيع السابع”، ثروةٌ وطنيةٌ وأدبيةٌ وفنية، أصدرتْها منشورات “دايناميك غرافيك” ووضعتْها في المكتبات مرجِعاً للشعر والمسرح، وتراثاً لبنانياً كم نَحتاجه اليوم ونَحن نعود الى أُصولنا اللبنانية، الى الجذور، الى المنابع التي أَطْلَعَ منها عاصي ومنصور الرحباني إرثاً بات ملازماً كلَّ مَن يَبحث في تراثنا عن هُوية لبنان اللبناني.