هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

272: وليرتفع، وحده، العلم اللبناني

الحلقة 272: وليرتفعْ، وحده، العَلَم اللبناني
(الثلثاء 8 آذار 2005)

البادرةُ التي أطلقتْها السيدة مارْيَهْ هبري بامتشاق العلَم اللبناني، والقيامِ، مع باقةٍ من الشباب والصبايا، بتوزيعه على البيوت كي يرفرفَ على الشرفات والْمداخل، اتّسعَت فوراً كُرةَ ثلجٍ راحت تشجّع الْمواطنين على امتشاقِ العلم اللبناني وشَراءِ كمّياتٍ منه وتوزيعِها على الأحياء والْمحلاّت والساحات والْمحالّ والشرفات والسطوح والْمداخل، حتى تمتزجَ سماءُ لبنان بعلم لبنان، وتتمخترَ الغيومُ بين رفرفات العلم اللبناني.
بادرةُ مارْيَهْ هبري، وعَّت شبابَنا على أن يرفعوا باعتزازٍ علَمَهم اللبناني. شبابنا الذين كانوا يرون حولهم أعلامَ الأحزاب، أو أَعلامَ الدول الأُخرى أيام مباريات كرة القدم، فتزدحم الأعلام الأجنبية على الشرفات اللبنانية تعصُّباً لهذه الدولة الأجنبية أو تلك، أو كيديةً إزاء من يتعصبون لهذه الدولة الأجنبية أو تلك، ولو كان تعصُّباً رياضياً بريئاً، ولو كانت كيدياتٍ رياضيةً بريئة، وعَوا أنّ لاعتزازهم برفع علم لبنان فوق رؤوسهم، غبطةً لا تعادلها غبطة. فحين تَدْلَهِمُّ ظروف الخطر، يهرع الناس يَحتمون في أرضهم الأُم بسمائهم الأُم في الحضن الأمين للوطن. وهكذا، في ساعة الصفر، حين اندلع النداء للبنان اللبناني، تَجاوَبَ شبابُنا وصبايانا مع دعوة الْمنظّمين الى خفْض كلِّ علَمٍ آخَر، ورفْعِ علمٍ واحدٍ هو العلَمُ اللبناني، بكل احترام الْمنظّمين لأعلام أحزاب وتشكيلات سياسية كان يرفعُها الشباب والصبايا.
ففي ساعة الصفر، تنخفض جميع البيارق والرايات والشعارات والأعلام السياسية وتستريح مُكَرَّمةً في بيوتها ومراكزها، ليبقى وحدَه، مرفرِفاً فوقَها جميعاً، علمُ لبنان.
ومع كل الاحترام لأناشيد الأحزاب السياسية، حين تأزف ساعة الصفر تنخفضُ جميعُ الأناشيد الْحزبية بكل تَحيّة، ويبقى وحدَه صدّاحاً فوقها جميعاً: النشيد الوطني اللبناني.
هكذا، بين نشيدِ لبنان اللبناني، وعلمِ لبنان اللبناني، بادرة مارْيَهْ هبري وباقة شباب وصبايا معها من جميع الْمناطق والمذاهب اللبنانية، كسرت الْخوف لدى مواطنين تردّدوا في رفع علم لبنان على شرفاتهم تَحسُّباً وحساباتٍ واحتسابات، ومن لم يتردَّدْ جاهرَ بعلم لبنان خفّاقاً على شرفته أو مدخل بيته. أما الخائفون والْمتردّدون والْحاسبون حساباتٍ اعتبارية، فسوف ينضمُّون قريباً الى الباقين بكل مَحبّةٍ وجَهارٍ، وسوف تزغرد شرفاتُ البيوت وسطوحُ البيوت ومداخلُ البيوت بعلمٍ واحدٍ يلاعبُ الريْح فتعتزُّ بِملامسته الريْح: علمٌ واحدٌ موحَّدٌ ووحيد: العلم اللبناني.